مسيرة مارادونا شمس الأرجنتين التي لا تغيب
دييغو مارادونا |
رحل عن عالمنا في هذا الموسم دييغو أرماندو مارادونا ، و مات معه جزء جميل من كرة القدم ، ربما هي المرة الأولى التي يتأثر فيها كل عشاق المستديرة بفقدان أحد الأساطير الذي شغل الرأي العام طيلة حياته بكل إيجابيته و سلبياته ، فلم يكن يوما ما منافقا ، فقط تصرف على طبيعته التي أحبها الناس مهما كانت ، كان مثالا على تناقض الإنسان للتعبير عن القبح و الجمال في آن واحد .
هناك في نابولي سيظل الحزن مخيما على الشعب النابوليتاتي لمدة طويلة ، و في الأرجنتين ستبقى ذكراه خالدة في " لا بومبونيرا " و كل أصقاع بلاد الشمس التي لا تغيب ، و مارادونا حتما لن يغيب لأن الأساطير لا يموتون ، يصنف اللاعب بنظر الملايين على أنه أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم ، و هو بالفعل لاعب القرن العشرين بإختيار الجماهير ، إليكم مسيرة دييغو مارادونا في عالم الأساطير .
حتى لو لعبت لمليون عام ، فلن أقترب أبدا من مارادونا ، و لا أريد ذلك على أية حال ، فهو الأفضل على الاطلاق
مسيرة دييغو مارادونا مع الأندية
الطفولة المبكرة
ولد مارادونا يوم 30 تشرين الأول 1960 في مدينة لانوس ، بيونس آيرس ، الأرجنتين لعائلة نشأت في الأحياء الفقيرة المكتضة و الخطيرة ، لذلك وجد اللاعب نفسه مجبرا على على العمل منذ الصغر لتحمل المسؤولية ، لكن الجلد المدور الذي منح له كهدية في عيد ميلاده الثالث سيوفر له في المستقبل طريق الخروج من ذلك الفقر المدقع ، و رغم أن والدته عارضت في البداية ذلك الشغف الكروي إلا أنها سرعان ما أدركت أن كرة القدم هي هدف ولدها .
في العاشرة من عمره كان دييغو يتمتع بمهارات مدهشة ، مراوغات ممتازة ، تمريرات دقيقة و قوية و أقدام رائعة تتجاوز الأطفال في مثل سنه بسهولة بالغة ، و لم يمض وقت طويل حتى إنتشرت موهبة هذا الطفل بين وسائل الإعلام ، و أنقض عليها فرانسيسكو كورنيجو مدرب نادي شباب أرجنتينيوس جونيورز الذي لم يصدق في البداية عمر ذلك الفتى و طالبه بشهادة الميلاد ، و عندما تأكد من ذلك الأمر قال أن لديهم لاعبا من كوكب آخر .
مارادونا و هو صغير |
قاد مارادونا فريقه للإنتصار في 136 مباراة متتالية ، و كان يبهر الجماهير بعروضه الخاصة بين الشوطين ، حتى أن الصحافة تحدثت عنه و قالت " هناك طفل بموهبة نجم " ، و في سن الثانية عشر صرح للتلفزيون الذي أجرى مقابلة معه ما يلي :
لدي حلمان ، أن أشارك في كأس العالم ، و أن أفوز بها مع الأرجنتين
البدايات في الكرة الأرجنتينية
قبل أيام قليلة من بلوغه السادسة عشر وقع مارادونا أول عقد في مسيرته مع الفريق الأول لأرجنتينيوس جونيورز ، و ظهر في أول مباراة إحترافية في 20 تشرين الأول 1976 ، و بعد 25 يوما سجل أول أهدافه ضد سان لورينزو في الدوري الأرجنتيني ، و من وقتها أصبح يسجل الأهداف بانتظام و كان هدافا لفريقه في كل المواسم التي لعبها معهم .
مارادونا مع أرجنتينيوس جونيورز فريقه الأول |
و على الرغم من موهبته الصارخة إلا أن مدرب المنتخب الأرجنتيني لويس مينوتي لم يستدعه للمشاركة في كأس العالم 1978 بسبب صغر سنه ، و عقب إنتهاء البطولة التي فازت بها الأرجنتين على أرضها ، إلا أن مينوتي بدأ يحضر فريقا آخر للمشاركة في كأس العالم للشباب التي ستقام العام المقبل في اليابان .
لعب مارادونا مع أرجنتينيوس جونيورز 166 مباراة سجل فيهم 116 هدفا .
في صيف 1980 تلقى اللاعب العديد من العروض من أندية كثيرة كان أبرزها ريفربلايت الذي عرض أجرا مرتفعا مقابل ضم الموهبة التي لم تبح بكامل أسرارها بعد ، لكن مارادونا لم يرد الإنتقال سوى لفريق واحد و هو بوكا جونيورز ، النادي الذي كان يمر بوضعية إقتصادية سيئة ، و مع هذا إنتقل إليه في النهاية .
نجح مارادونا في الفوز بلقب هداف الدوري الأرجنتيني أكثر من مرة |
وقع مارادونا مع البوكا رسميا يوم 20 فبراير 1981 ، و رغم أنه قضى موسما واحدا في لا بومبونيرا إلا أنه قادهم لتحقيق الدوري الأرجنتيني و تألق في كافة المباريات بتسجيله 28 هدفا منهم ثنائية في مرمى الغريم الأزلي ريفربلايت ، و في ظل هذا التوهج لا عجب أن برشلونة قدم عرضا يقدر ب5 ملايين جنيه إسترليني لشراء اللاعب كرقم قياسي دفع وقتها ، و ذلك ما حصل بالفعل و إنتقل دييغو إلى أوروبا ليخوض رحلة مليئة بالفرح و الدموع .
الإنتقال إلى برشلونة
لعب مارادونا أول مباراة رسمية له مع برشلونة في 4 سبتمبر 1982 أمام فالنسيا و سجل هدفا رغم الخسارة 1-2 ، و بعد أن لعب 13 مباراة أحرز فيهم 6 أهداف إكتشف أنه مصاب بالتهاب في الكبد ، لذلك تمت إراحته لمدة ثلاثة أشهر ، و لم يعد للعب سوى في شهر مارس ، لكن الفريق الكاتالوني لم يعد ينافس على الدوري الإسباني و إكتفى بالمركز الرابع ، لكن النادي حقق لقب كأس ملك إسبانيا بفوزه في النهائي على ريال مدريد .
سيعود العبقري الأرجنتيني بعد نحو أسبوعين لخوض مباراة نهائي كأس الرابطة الإسبانية ضد النادي الملكي أيضا ، و في لقاء الذهاب في مدريد يسجل هدفا جميلا جعل جماهير سانتياغو برنابيو تصفق له كأول لاعب في التاريخ ينال هذا الشرف ، ثم يقود برشلونة في نهاية المبارتين إلى تحقيق اللقب .
رغم مسيرته القصيرة مع برشلونة إلا أن دييغو ترك بصمة مميزة مع الفريق الكاتالوني |
تمتع مارادونا بإتقان شديد للكرة ، عندما يركض تبدو الكرة كأنها مرتبطة بحذائه ، أتذكر الحصص التدربية عندما كان أعضاء الفريق مندهشين جدا من مهاراته ، أعتقد أننا كنا محظوظين لأن نكون شهودا على عبقريته
بدأ موسم 1983/1984 بشكل سيئ بالنسبة إلى مارادونا ، تعرض اللاعب إلى إصابة خطيرة في الكاحل إثر تدخل خشن من لاعب أتلتيك بيلباو أندوني غويكوتكسيا جعله يخضع لعملية جراحية أبعدته عن الملاعب أكثر من 3 أشهر ، و لم يساعد الفريق على الفوز بأي بطولة ، إلا أنه من ناحية أخرى أوصلهم إلى نهائي كأس الملك ضد بيلباو ، و هنا ستكون نقطة النهاية لدييغو مع البلاوغرانا .
فاز أتلتيك بيلباو 1-0 و عند إنطلاق صافرة النهاية هاجم مارادونا لاعب الفريق المنافس ميغيل أنخيل سولا بعد أن إستفزه طيلة اللقاء ، و ضرب لاعبين آخرين من النادي الباسكي ليتحول الملعب إلى ساحة عراك بين لاعبي الفريقين تحت أنظار الملك الإسباني خوان كارلوس و الملايين الذين شاهدوا المباراة على شاشات التلفزيون ، لذلك قرر مسؤولوا برشلونة أن يضعوا حدا لعلاقتهم مع مارادونا خاصة بعد أن تم إيقافه لمدة طويلة .
نابولي و سنوات المجد الذهبية
إنتقل مارادونا إلى نابولي برقم قياسي عالمي آخر ( 6,9 مليون جنيه إسترليني ) ، و كان المشجعون متحمسون للاعبهم الجديد حيث إستقبله أكثر من 75000 ألف مناصر في ملعب سان باولو يوم 5 يوليو 1984 ، إنه الشخص المنقذ في نظرهم بعد أن تجنبوا الهبوط إلى الدرجة الثانية بفارق نقطة واحدة في الموسم الماضي . لكن لم يتصور أحد أن القادم سيكون تاريخا لن يتكرر .
من تقديم النجم الأرجنتيني في ملعب سان باولو |
جاء أول هدف لمارادونا مع نابولي يوم 23 سبتمبر 1984 أمام سامبدوريا ، و رغم أنه سيسجل 14 هدفا في موسمه الأول إلا أن فريق الجنوب الإيطالي إحتل المركز الثامن ، لكن الأداء بصفة عامة تحسن كثيرا و أدرك المسؤولون أن فريقهم يستطيع المنافسة على لقب الدوري ، لهذا تعاقدوا مع لاعبين جدد مثل برونو جيوردانو نجم لاتسيو وقتها الذي كون ثنائية رائعة مع دييغو و قادا سويا نابولي لتحقيق المركز الثالث موسم 1985/1986 ، و بالتالي المشاركة في كأس الإتحاد الأوروبي .
بعد عودة مارادونا من نهائيات كأس العالم 1986 منتصرا ، أدركت جماهير نابولي أن فريقهم يمتلكون أفضل لاعب في العالم ، لذلك كانوا متحمسين لصراع البطولة في الموسم الجديد ، و لم تذهب آمالهم المعلقة سدى فقد فاز النادي فعلا بلقب الدوري الإيطالي لأول مرة في التاريخ لتنطلق سلسلة من الأفراح الصاخبة في المدينة إستمرت لنحو أسبوع كامل ، كما أعلن المشجعون عن ولادة إمبراطورية جديدة في الكرة الإيطالية خاصة بعد فوزهم بكأس إيطاليا أيضا ، و لا عزاء لأندية الشمال الثلاثة الغنية إنتر و ميلان و يوفينتوس .
كان هناك لاعبون و كان هناك دييغو أرماندو مارادونا |
إذا كان مارادونا في حالة جيدة ، لم تكن هناك أي وسيلة لإيقافه
قرر سيلفيو برلسكوني مالك ميلان التعاقد مع مارادونا ليكون واحدا من سلسلة التعاقدات الضخمة التي سيبرمها و يسيطر بها على كرة القدم الأوروبية و المحلية ، و قدم له عرضا مغريا للإنضمام إلى الروسونيري ، لكن النجم الأرجنتيني قال أنه ملتزم بعقد إجتماعي مع أبناء مدينة نابولي و قرر تجديد عقده إلى غاية 1993 .
للأسف لم يكن موسم حملة الدفاع عن اللقب ناجحا بالنسبة لنابولي و خسروا الدوري بفارق 3 نقاط عن ميلان رغم أن مارادونا كان هداف البطولة بعد تسجيله 15 هدفا .
في الموسم القادم إستمر ضياع لقب الدرجة الأولى بعد أن فاز بها إنتر ميلان هذه المرة بفارق 11 نقطة عن نابولي صاحب المركز الثاني ، إلا أن فريق الجنوب الإيطالي سيعوضون هذا الفشل بالفوز في كأس الإتحاد الأوروبي ، بطولة تألق فيها مارادونا بعد أن سجل 3 أهداف و صنع 8 آخرين .
كان موسم 1989/1990 موسما آخر لا ينسى لنابولي ، حيث تمكنوا من إحراز الدوري الإيطالي للمرة الثانية في تاريخهم ، و سجل مارادونا 16 هدفا خلف كل من ماركو فان باستن صاحب 19 هدف و روبيرتو باجيو صاحب 17 هدف ، و يذكر أن مركز اللاعب الأرجنتيني هو صانع ألعاب .
ساهم مارادونا بشكل مؤثر في الفوز بلقبين إعجازيين للدوري الإيطالي |
لقد حسم المباريات بمفرده و حمل فرقا متوسطة مثل نابولي و الأرجنتين 1996 على عاتقه ، و قادهم إلى إنجازات مجيدة ، إنه عبقري
بعد مونديال 1990 الذي حققت فيه الأرجنتين الوصافة ، بدأ الموسم بشكل مثالي لنابولي و فازوا بلقب السوبر الإيطالي أمام يوفينتوس 5-1 ، لكن في شهر مارس 1991 أوقفت السلطات الإيطالية مارادونا لحيازته المنشطات ، و فرضت عليه عقوبة من الإتحاد الإيطالي لكرة القدم من شأنها أن توقفه لمدة طويلة جدا .
كانت هذه بداية النهاية ، فبعد أن مرت هذه المدة الطويلة قرر مارادونا الإبتعاد عن إيطاليا و مغادرة نابولي بعد أن قادهم في العصر الذهبي لنابوليتان للصعود إلى القمة و قد تم حجب القميص رقم 10 للأبد في النادي ، كما سمي ملعب الفريق على إسمه أواخر 2020 بعد وفاته . من المفارقات أن آخر أهدافه جاء ضد سامبدوريا أيضا يوم 24 مارس 1991 .
إشبيلية و آخر موسم لمارادونا في أوروبا
أراد مارادونا أن يلعب في فريق ليست له مطالب رياضية كبيرة ، لذلك كان عرض إشبيلية خيارا جيدا بالنسبة له . تمت الصفقة في حدود 4 ملايين جنيه إسترليني ، و تم تقديمه إلى الجماهير يوم 28 سبتمبر 1992 في مباراة ودية أمام بايرن ميونخ ، بينما لعب أول مباراة رسمية بقميص النادي الأندلسي يوم 4 أكتوبر ضد أتلتيك بيلباو الفريق الذي كان آخر من واجهه في إسبانيا عندما كان يلعب مع برشلونة .
مارادونا يحاول إستعادة مستواه مع إشبيلية بعد إنقضاء فترة إيقافه |
بعد ثلاثة أيام سجل أول أهدافه ضد ريال سرقسطة ، هدف منح الإنتصار لإشبيلية . و بعد أن تم إستدعاءه من جديد للمنتخب الأرجنتيني هدد مسؤولوا الفريق الأندلسي بتغريمه إذا سافر ، لكن مارادونا تجاهلهم و قرر الإلتحاق بصفوف التانغو ، و هذا الأمر أدى إلى تفاقم المشاكل بينه و بين قادة النادي ، خاصة بعد إصابة جديدة ألمت به مما عجل خروجه بعد قضائه معهم لموسم واحد فقط .
العودة إلى الأرجنتين و الإعتزال
في عام 1993 عاد دييغو مارادونا إلى الأرجنتين ليلعب بقميص نيولز أولد بويز ، و حضر تدريبه الأول مع الفريق قرابة 40 ألف شخص ، لم يبق هناك كثيرا و رحل في العام التالي بعد إيقافه لمدة 15 شهرا كاملا بسبب تعاطيه كمية كبيرة من المنشطات مرة أخرى . و أسس خلال هذه الفترة الإتحاد العالمي للاعبي كرة القدم في باريس مع مجموعة من النجوم الآخرين مثل إريك كانتونا و جورج وياه و جيانفرانكو زولا و غيرهم .
أراد مارادونا العودة للعب في صفوف معشوقه بوكا جونيورز و هو ما حدث بالفعل بعد تنازلات كبيرة منه ، إلا أنه لم يشارك في الكثير من المباريات لأن حالته البدنية كانت صعبة للغاية و أضطر إلى السفر نحو سويسرا لدخول عيادة تساعده في العلاج من إدمان الكوكايين . و عقب رجوعه إلى بيونس آيرس لم يستعد لياقته البدنية كاملة ليلعب آخر مباراة إحترافية في مسيرته يوم 25 أكتوبر 1997 أمام ريفربلايت .
لا يزال مارادونا يقدم بعض السحر قبل إعتزاله الذي بات قريبا |
أعلن اللاعب إعتزاله كرة القدم بعد 5 أيام في عيد ميلاده السابع و الثلاثين ، ثم إنطلق للمشاركة في الإعلانات التجارية و عمل كمعلق تلفزيوني ، كما كان ضيفا فخريا في عدة أحداث و نشاطات رياضية ، لكن في الوقت ذاته خضع لإجراء عدة عمليات تأهيل ناجحة عن إدمانه للمخدارت و كاد أن يفقد حياته بسببها حسب الطبيب الخاص به ، و إعترف اللاعب بإدمانها في كتاب سيرته الذاتية " أنا دييغو " .
في 10 نوفمبر 2001 أقيم حفل وداع مارادونا بملعب لا بومبونيرا في الأرجنتين معقل فريقه السابق بوكا جونيورز في لقاء ودي جمع بين المنتخب الوطني و فريق نجوم العالم مثله عدة لاعبين كبار مثل خوان ريكيلمي ، إيريك كانتونا ، إنزو فرانشيسكولي ، كارلوس فالديراما ، دافوك سوكر و غيرهم . و بعد المباراة ألقى مارادونا خطابا عاطفيا مؤثرا بكثير من الدموع .
بكاء دييغو مارادونا في ملعب لا بومبونيرا في حفل الإعتزال |
مسيرة دييغو مارادونا مع المنتخب الأرجنتيني
البدايات و الظهور في كأس العالم لأول مرة
لم تمر سوى بضعة أشهر على ظهوره الأول في الدوري حتى تم إستدعاء مارادونا لمبارته الدولية الأولى مع المنتخب الأرجنتيني ، و كان ذلك أمام المجر بتاريخ 27 فبراير 1977 ، لكن حتى مع تألقه مع أرجنتينيوس جونيورز و تمكنه من إعتلاء قائمة هدافي البطولة لم يدخل ضمن القائمة النهائية للمنتخب الذي أحرز أول كأس عالم في تاريخه عام 1978 بسبب صغر سنه .
و في السنة المقبلة عوضه المدرب لويس مينوتي و قدم له الدعوة للمشاركة في بعض المباريات الودية تحضيرا لكأس العالم للشباب التي ستلعب في الصيف ، فسجل دييغو أول هدف له مع الأرجنتين يوم 2 يونيو 1979 ، ثم قاد التانغو للفوز بالبطولة و تم إختياره أفضل لاعب فيها بعد تسجيله 6 أهداف كاملة .
قد تكون الأرجنتين فازت بكأس العالم 1978 ، لكنها خسرت تواجد مارادونا في الحدث العالمي |
بعد إنتقاله إلى برشلونة عقدت عليه آمال كبيرة في مونديال إسبانيا 1982 . إنطلقت البطولة العالمية و خسرت الأرجنتين أول مباراة ضد بلجيكا 0-1 ، ثم سجل مارادونا ثنائية أمام المجر في الفوز 4-1 ، عقبها إنتصار ضد السلفادور 2-0 مما يعنى تأهل الفريق إلى الدور الثاني الذي وضعهم في مجموعة صعبة ضمت إيطاليا التي ستحرز اللقب و البرازيل ، و خسر الأرجنتينيون كلتا المواجهتين و إنسحبوا من الكأس .
مارادونا في كأس العالم 1986
نال مارادونا سخطا كبيرا من الشارع الأرجنتيني بسبب أداءه الضعيف و طرده ضد البرازيل و بقي لمدة 3 سنوات بعيدا عن المنتخب بسبب خلافه مع المدرب كارلوس بيلاردو الذي لم يتصالح معه إلا عام 1985 عندما تم إستدعاء مارادونا للمشاركة في مباراة ودية ضد الأوروغواي و إنتهت بالتعادل 1-1 بهدف من دييغو نفسه . ثم إستمر في قيادة الأرجنتين ضمن تصفيات كأس العالم ، و رغم التأهل إلى المونديال لم تكن هناك حماسة كبيرة في الأرجنتين بسبب هذا الأداء الضعيف .
إنطلقت كأس العالم في المكسيك و لعبت الأرجنتين أول مباراة ضد كوريا الجنوبية و فازت 3-1 ، صنع مارادونا الأهداف الثلاثة ثم سجل أمام إيطاليا في اللقاء الذي إنتهى بنتيجة 1-1 ، و في اللقاء الأخير من دور المجموعات صنع هدفا في الفوز 2-0 على بلغاريا مما جعل منتخب التانغو يحتلون الصدارة و يعبرون إلى الدور ثمن النهائي أين كان عليهم مواجهة الأوروغواي في لقاء كلاسيكي فازوا به 1-0 عن طريق بيدرو باسكولي .
مشهد يلخص التدخلات العنيفة التي كان يتعرض لها دييغو مارادونا طوال مسيرته بسبب غياب قانون حماية اللاعبين مارادونا ضد إنجلترا |
في مباراة دور الثمانية لعبت الأرجنتين ضد إنجلترا على ملعب أزتيكا على الساعة 12:00 ظهرا بالتوقيت المحلي و أمام أكثر من 114000 مشجع و تحت قيادة الحكم التونسي علي بن ناصر ، لقاء كان متوترا بين الجماهير بسبب خلافات سياسية لذلك فلا خيار للطرفين سوى الإنتصار ، ستكون هذه مباراة العمر لدييغو أرماندو مارادونا .
بدأ اللقاء بتدخل قوي من مارادونا على اللاعب الإنجليزي فينويك مما أدى لحصوله على إنذار منذ الدقيقة التاسعة ، و لم يشهد الشوط الأول أي أهداف ، لكن بعد إنطلاق الفترة الثانية راوغ دييغو اللاعبين غلين هودل و بيتر ريج ثم مرر إلى زميله فالدانو الذي لم يتحكم في التمريرة التي وصلت إلى اللاعب ستيف هودج الذي حاول إرجاع الكرة إلى الحارس بيتر شيلتون ، لكنه لم يلاحظ أن مارادونا دخل إلى منطقة الجزاء ثم قفز و سدد الكرة بيده و ذهب للإحتفال ، مقابل إحتجاجات من الإنجليز على صحة الهدف ، إلا أن الحكم علي بن ناصر و مساعده إحتسباه .
مارادونا يسجل هدفا مثيرا للجدل باليد ضد إنجلترا في مونديال 1986 |
كنت آمل أن يمنحني الحكم المساعد فكرة عما حدث بالضبط ، لكنه لم يشر إلى أي لمس لليد ، و كانت تعليمات الفيفا واضحة قبل المباراة ، إذا كان زميلي في وضع رؤية أفضل من وضعي علي إحترام رؤيتة
عند حلول الدقيقة 55 و بعد 4 دقائق فقط من تسجيله الهدف الأول ، راوغ مارادونا 6 لاعبين من إنجلترا دفعة واحدة و هم بيتر ريد ، غلين هودل ، كيني سانسوم ، تيري بوتشر ، تيري فينويك ، و عند دخوله منطقة الجزاء خرج بيتر شيلتون بيحاول تضييق المساحة عليه ، لكن دييغو راوغه على اليمين و سدد نحو المرمى بينما يحاول بوتشر عرقلته ، إلا أنه حال دون ذلك ليسجل مارادونا الهدف الثاني الذي عرف بهدف القرن حسب إستطلاع أجرته الفيفا . سجل غاري لينكر هدف تقليص الفارق في الدقيقة 81 لكنه لم يمنع الأرجنتين من التقدم إلى المربع الذهبي .
لحظات قبل تسجيل مارادونا هدف القرن التاريخي |
عندما سجل دييغو الهدف الثاني شباكنا شعرت برغبة كبيرة في التصفيق ، لم أشعر هكذا طوال حياتي ، إنه أعظم لاعب في كل العصور و إلى حد بعيد ظاهرة حقيقة
في الدور نصف النهائي كان اللقاء ضد المنتخب البلجيكي أقل تعقيدا و إنتهى بفوز الأرجنتين بهدفين سجلهما مارادونا أحدهما غاية في الروعة ، ليقود بلاده إلى التأهل للمباراة النهائية و التي ستجمعهم بألمانيا الغربية يوم 29 يونيو على ملعب أزتيكا بمكسيكو سيتي .
بدأت المباراة بشكل جيد للاعبي المدرب كارلوس بيلاردو و سجلوا هدفين عن طريق خوان براون و فالدانو ، إلا أن الألمان أدركوا التعادل عبر رومينجيه و رودي فولر ، و بعد ثلاث دقائق من هدف الأخير قام مارادونا بخداع الدفاع الألماني و قدم تمريرة حاسمة لخورخي بوروتشاجا الذي إنفرد بالحارس شوماخر و سجل هدف الفوز للأمة الأرجنتينية التي خرجت تحتفل في الساحات العامة و الشوارع بمناسبة كأس العالم الثانية الذي رفعه مارادونا بإعتباره القائد .
هل تتفقون على أن نسخة مارادونا 1986 هي أفضل نسخة للاعب في تاريخ كأس العالم ؟ |
كانت إحصائيات مارادونا في كأس العالم 1986 مذهلة للغاية ، فقد سجل 5 أهداف و قدم 5 تمريرات حاسمة ، و حقق 90 مراوغة صحيحة أكثر من أي لاعب آخر بثلاث مرات ، مما جعله يفوز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في البطولة ، و يعتقد الكثيرون أن دييغو قاد الأرجنتين بمفرده تقريبا للفوز بالذهب و واحد من أعظم العروض الفردية في تاريخ البطولات الكبيرة .
مارادونا في كأس العالم 1990 : الوصافة و الدموع
بعد كأس العالم تراجع أداء المنتخب الأرجنتيني في الوقت الذي كان فيه مارادونا يعيش خضم نجاح آخر مع نابولي ، إلا أنه فشل في الفوز بأي من بطولتي كوبا أمريكا و وصل إلى كأس العالم 1990 و هو يعاني من إصابة في الكاحل أثرت على اداءه في ذلك العام ، و مع هذا سيلعب كل دقيقة في النهائيات .
إنطلقت البطولة التي لعبت في إيطاليا أين يعيش مارادونا أفضل أيامه مع فريق الجنوب ، و خسر حامل اللقب أول مباراة ضد الكاميرون 0-1 و كادوا أن ينسحبوا من الدور الأول لولا الفوز على منتخب الإتحاد السوفيتي 2-0 ، ثم تعادل بشق الأنفس ضد رومانيا 1-1 أهلهم كأفضل ثالث في المجموعة .
في دور ال16 ضد البرازيل قدم مارادونا تمريرة حاسمة لكلاوديو كانيجيا في الدقيقة 80 و فازت الأرجنتين 1-0 ، في ربع النهائي تواجه لاعبوا كارلوس بيلاردو مع يوغوسلافيا و إنتهى اللقاء سلبيا بعد 120 دقيقة ، أضاع دييغو ضربة جزاء سددها ضعيفة على يمين الحارس ، إلا أن زملائه تداركوا الموقف و فازوا في النهاية 3-2 .
على ملعب سان باولو بمدينة نابولي لعبت الأرجنتين ضد إيطاليا في الدور نصف النهائي ، و حاول مارادونا القيام بإنقلاب بين أبناء المدينة و بلدهم حيث صرح :
لا ينبغي أن ينسى النابوليتانيون أنهم لا يعتبرونهم إيطاليين في إيطاليا ، سوف يأتي هذا البلد ليطلب دعمكم ليوم واحد في السنة ، ثم لن يعيروكم أي إهتمام في ال364 يوما الباقية
مارادونا هو رجل يقدسونه في نابولي بعد أن قادهم للقمة ، و تأثرت نصف الجماهير الإيطالية المتواجدة في الملعب بكلامه ، فعندما نزل الفتى المشاغب إلى الملعب قرأ كلمات و لافتات مثل " دييغو في قلوبنا ، إيطاليا في أغانينا " و " مارادونا .. نابولي تحبك و لكن إيطاليا هي وطننا " ، ثم تم الترحيب بالنشيد الوطني الأرجنتيني ، و هذا في حد ذاته كان إنتصارا له .
و بعد إنتهاء المباراة 1-1 فازت الأرجنتين بركلات الجزاء 4-3 قال مارادونا الذي سجل إحداها هذه المرة : " لقد تأثرت كثيرا ، هؤلاء بالفعل كانوا شعبي " .
مارادونا يحتفل بفوز الأرجنتين و إقصاء إيطاليا من نصف نهائي كأس العالم 1990 |
لعبت المباراة النهائية لكأس العالم 1990 يوم 8 يوليو في ملعب الأولمبيكو بروما ، و جمعت التانغو بمنتخب ألمانيا الغربية ، كان نهائيا بائسا للأرجنتينيين خسروه بهدف لصفر جاء من ركلة جزاء مشكوكة في صحتها في الدقيقة 85 سجلها أندريس بريميه ، و بعد إطلاق صافرة النهاية إبتهج الألمان بهذا النصر ، و وسط كل هذا وقف أفضل لاعب في العالم يبكي بحرقة من أجل إدراك أن جسده و موهبته العظيمة قد خذلته في تلك الليلة .
الغياب ، المشاركة في كأس العالم 1994 ، الإيقاف و الإعتزال
بسبب مشاكله مع المنشطات غاب مارادونا عن الأرجنتين التي فازت في غيابه بكوبا أمريكا 1993 ، و ذلك إلى غاية إستدعاءه مرة أخرى إلى مباراة ودية ضد البرازيل بمناسبة مرور 100 سنة على تأسيس إتحاد كرة القدم في البلاد ، ثم وجهت له الدعوة لمباراة بطولة كأس أرتيميو فرانشي التي تجمع بين بطل أمريكا الجنوبية و بطل أوروبا الذي كان الدنمارك و فازوا بها بركلات الجزاء 5-3 بعد أن إنتهت 1-1 .
غاب دييغو مرة أخرى عن صفوف التانغو بسبب العقوبات التي سلطت عليه و أبعدته عن الملاعب ، لكن بعد إنقضاءها و تحت شعبي كبير عاد إلى المنتخب الأول للمشاركة في المباراة الفاصلة ضد أستراليا للتأهيل إلى كأس العالم 1994 ، و خلال مباراة الذهاب صنع هدف التعادل في سيدني ( 1-1 ) ، ثم صعدت الأرجنتين إلى النهائيات بهدف سجله غابرييل باتيستوتا .
لعب مارادونا في بعض المباريات الودية قبل النهائيات التي ستقام في الولايات المتحدة الأمريكية ، و مع إنطلاق البطولة في المباراة الأولى ضد اليونان 4-0 سجل هدفا جميلا أثبت به أنه لا يزال يتمتع بمهاراته الفريدة ، حيث وصلت إليه الكرة بعد سلسلة من التمريرات المثيرة للإعجاب و سدد نحو الزاوية التسعين ، ثم ركض نحو الكاميرا و إحتفل بوجه برزت فيه عيناه منتفختان للغاية ، مما إستدعى الشكوك حول تعاطيه المخدرات .
اللحظة التي إكتشف فيها العالم مصيبة مارادونا الكبرى |
في المباراة الثانية قاد مارادونا زملائه للفوز أمام نيجيريا 2-1 بعد مساهمته في كلا الهدفين ، و بعد اللقاء خرج من الملعب يصفق للجماهير و يبتبسم و هو ممسك بيد ممرضة و مسعفين متجهين إلى منطقة إختبار المنشطات ، و بعد 4 أيام جاءت نتيجة التحليل إيجابية و بالتالي إقصاءه من البطولة على الفور و حصوله على 15 شهرا آخر من الإيقاف .
كانت تلك نهاية دييغو أرماندو مارادونا مع المنتخب الأرجنتيني ، ليخوض إجمالا 91 مباراة مسجلا 34 هدف ، حسنا هذه ليست نهاية سعيدة لحياة أسطورة كبيرة ، حياته هي قصة في حد ذاتها ، لم يسبق لأحد أن نال شهرة و تلطخت سمعته إلى ذلك الحد مثلما حصل معه ، ربما تكون كلمات معلق مباراته الأخيرة ضد نيجيريا تنهي هذه المسيرة بشكل أفضل :
مارادونا مرة أخرى ، كيف لا يستطيعون إفتكاك الكرة منه ؟ ، هل يمكنه تسجيل هدف ؟ يمكنه ذلك بالتأكيد ، أنظر إليه لا يستطيع أي أحد أن يقول أنه إنتهى
متفرقات في حياة دييغو أرماندو مارادونا
مهارات دييغو مارادونا
إمتلك مارادونا قدرة كبيرة على المراوغات في أضيق المساحات |
مارادونا يلعب في مركز صانع الألعاب و يحمل القميص رقم 10 ، لديه كاريزما عالية و شخصية قوية جعلته لا يعرف طريقا لليأس في أحلك اللحظات ، و على الرغم من قصر قامته ( 170 سم ) إلا أنه إمتلك بنية جسدية و ساقين قوييين تكمن من خلالهم أن يتحمل الضغط العالي الذي يسلطه الخصوم عليه ، حيث لطالما واجه تدخلات عنيفة من المدافعين .
كان دييغو قادرا على فعل أشياء لا يمكن لأحد أن يفعلها ، ما يقوم به الاخرون بالكرة ، يمكن لمارادونا فعله بالبرتقالة
ميشيل بلاتيني صاحب الكرة الذهبية 3 مرات
أثناء تحركه بالكرة كان الانطباع الأول للمشاهد أنها ملتصقة بقدميه ، و طالما تمتع بخيال كبير و ذكاء تكتيكي عال ، سيفعل أي شيء من أجل الإنتصار مما يسمح له بالمساهمة أحيانا كثيرة في الجانب الدفاعي ، يصنع و يسجل من مختلف الزوايا و عبر كافة الطرق ، لقد سجل مارادونا في مسيرته 62 ركلة حرة مباشرة و 49 ركلة جزاء من أصل 52 نفذها خلال مسيرته مع الفرق الأوروبية .
مارادونا في الثقافة الشعبية
يتمتع دييغو بشعبية كبيرة في كل من الأرجنتين و نابولي ، إنه أيقونة خالدة و لا تزال مشاهد بكاء الجماهير في ملعب لا بومبونيرا يوم إعتزاله في الذاكرة ، فهو قد أنقذهم من الإحباطات الإجتماعية التي كانوا يمرون بها خاصة في كأس العالم 1986 عندما رفع الحالة المزاجية لأمة مكتئبة ، و سمح لكل صبي بالحلم في أن يصبح لاعب كرة قدم كبير ، فمن رحم الألم و المعاناة يولد الأمل .
تكريما له ، قرر نابولي حجب قميص مارادونا الرقم 10 للأبد |
مارادونا هو ملك شعب نابولي ، مارادونا غير التاريخ ، طوال 80 عاما كنا نعاني و نلعب من أجل تفادي النزول ، لكن معه فزنا بلقبين في الدوري ، أن أعيش معه كل تلك السنوات في صغري هو أمر لا يصدق
فابيو كانافارو صاحب الكرة الذهبية 2006
ما حصل في الأرجنتين تكرر في نابولي ، بل ربما أكثر كذلك ، فمارادونا هو بمثابة الفارس من العصور الوسطى الذي قاد حرب فقراء الجنوب الإيطالي ضد أغنياء الشمال الإيطالي ، فتحول في فترة وجيزة من نجم إلى أسطورة لن تتكرر و أقيمت له الكثير من التماثيل و الأفلام التي تتحدث عن حياته و مسيرته الفريدة .
وفاة و جنازة دييغو مارادونا
في 25 نوفمبر 2020 تلقى عالم كرة القدم صدمة برحيل دييغو أرماندو مارادونا بعد أقل من شهر لبلوغه عامه ال60 ، و أعلن الرئيس الأرجنتيني ألبيرتو فيرنانديز الحداد العام في الأرجنتين لمدة 3 أيام ، و أقيمت الجنازة في اليوم التالي بعد أن وضع جثمانه في القصر الرئاسي و توافد آلاف الأرجنتينيين لإلقاء نظرة الوداع له .
لقد فقدت صديقا عظيما و فقد العالم أسطورة ، لا يزال هناك الكثير من الكلام ليقال ، لكن في الوقت الحالي أعطى الله القوة لأقاربه ، أتمنى أن نلعب كرة القدم يوما ما في السماء
بلييه يرثي مارادونا
أما في مدينة نابولي تجمعت حشود ضخمة من الجماهير للحزن على فراق أسطورتهم التاريخي ، و كتكريم له تم تغيير تسمية ملعب سان باولو إلى ملعب دييغو أرماندو مارادونا ، و تم عقد دقيقة صمت في مباريات دوري أبطال أوروبا و كوبا ليبرتادوريس و الدوري الإيطالي و غيرهم من البطولات ، كما تقدم الكثير من الرؤساء و الشخصيات الهامة و لاعبي كرة القدم بالتعازي على فقدان دييغو مارادونا .
ملعب دييغو أرماندو مارادونا سيحمل إسم الأسطورة إلى الأبد |
هذه المقالة حصرية لموقع فوتبولينو
بقلم : محمد علي الغراب