ريفالدو ساحر برشلونة الذي ظلموه كثيرا
ريفالدو أسطورة برشلونة |
في منتصف تسعينات القرن الماضي مر فريق برشلونة بأزمات خانقة أدت إلى إقالة مدربهم التاريخي يوهان كرويف الذي قادهم للتتويج بدوري أبطال أوروبا لأول مرة ، و في خضم هذه الاضطرابات الطنانة و عدم الإستقرار في كاتالونيا وقع النادي مع البرازيلي ريفالدو قادما من ديبورتيفو لاكورونيا .
لم تكن الجماهير مقتنعة بهذه الصفقة لأنهم كانوا غاضبين من رحيل الموهبة الأسطورية رونالدو ، فأراد رئيس مجلس الإدارة أنذاك خوسيه نونيز إعادة الأسلوب الهولندي إلى كامب نو ، فتعاقد مع المدرب لويس فان خال الذي كان سعيدا بتواجد ريفالدو في فريقه .
لم يكن النجم البرازيلي مقنعا في المنتخب الوطني بقدر ما كان عليه الأمر في ديبورتيفو و إعتقد أن اللعب في برشلونة سيمكنه من إقناع المدرب ماريو زاغالو ، و في الحقيقة هذا ما حدث لأن المواسم التي قضاها هناك كان أغلبها أسطوريا للغاية و إستطاع الوصول إلى ذروة مسيرته .
ريفالدو برشلونة : نجاحات و إخفاقات
مشية فريدة و سرعة كبيرة و تمويهية تارة على اليمين و تارة على اليسار ، مع تسديدات أرضية زاحفة و قوية بقدم يسرى سحرية من أي مكان في الملعب جعل لويس فان خال يضعه مباشرة في مركزه المفضل على الجهة اليسرى كنموذج طبق الأصل مما طبقه مع أياكس أمستردام ( ستحدث خلافات بين الطرفين في المستقبل بسبب تغيير مركز اللاعب ) .
سجل ريفالدو مع برشلونة 130 هدفا في 5 مواسم ( 12 هدف فقط بالساق اليمنى ) ، و مع كل موسم كان يسجل بنسق تصاعدي ، و إشتهر بأهدافه من الرحلات الحرة و من خارج منطقة الجزاء و كان جلها حاسمة . يعد فالنسيا أكثر فريق سجل ضده بواقع 10 أهداف ثم الجار المحلي إسبانيول بسبعة أهداف ، و يأتي ريال مدريد ثالثا بخمسة أهداف .
فاز البرسا بفضل مهارات البرازيلي بلقب الدوري الإسباني في موسمين متتاليين أدى إلى تتويجه بجائزة الكرة الذهبية لعام 1999 و حصل في الموسم التالي على لقب أفضل هداف في دوري أبطال أوروبا ، لكن بطبيعة الحال لم يكن ريفالدو وحده لأن برشلونة إمتلك مجموعة من أمتع اللاعبين في العالم على غرار فرانك دي بور و لويس فيغو و باتريك كلويفرت .
و مع هذه الكوكبة من النجوم كانت الفرصة ذهبية للتتويج مرة أخرى بدوري الأبطال ، قبل أن تحصل الكارثة و الخيانة العظمى عندما وقع البرتغالي فيغو مع ريال مدريد في صفقة أثارت غضب الشارع الكاتالوني الذي إستمر لموسم كامل فشل فيه برشلونة فشلا ذريعا في كافة المسابقات ( خروج من دور المجموعات في التسامبيونزليج و مركز رابع في الليغا ) .
و رغم هذا إستطاع ريفالدو أن يقدم أفضل مواسمه على الإطلاق بتسجيله ل35 هدفا منهم ثلاثية شهيرة ضد ميلان بملعب سان سيرو و هدفين ضد مانشستر يونايتد في تعادل شهير 3-3 ، لكن هذا لم يكن كافيا و سقط البلاوغرانا إلى كأس الإتحاد الأوروبي .
مغادرة ريفالدو لبرشلونة
كان موسم 2001/2002 هو بداية النهاية في مسيرة ريفالدو رغم تألقه في كأس العالم و فوزه به |
في موسم 2001/2002 لعب ريفالدو آخر مواسمه في برشلونة و كان الأضعف على الإطلاق بالنسبة له و الأقل إنتاجية ( سجل 13 هدف فقط ) ، و ما زاد الطين بله هو تعاقد الإدارة مع لويس فان خال مرة أخرى و هذه كانت رسالة واضحة لللاعب حتى يغادر الفريق في نهاية ذلك الموسم ، و رغم هذه النهاية الحزينة له مع البرسا إلا أن ريفالدو فاز بكأس العالم مع البرازيل و سجل 5 أهداف في نسخة كوريا الجنوبية و اليابان .
إنتقل اللاعب في صفقة مجانية إلى أي سي ميلان بعد أن تم تسريحه من طرف إدارة البرسا قبل عام من نهاية عقده ، و مع هذا كانت مسيرته في الفريق الإيطالي مشرفة فاز خلالها بدوري أبطال أوروبا و كأس إيطاليا رغم دوره الصغير لأن النادي اللومباردي يملك بالفعل ترسانة رهيبة من الأساطير حينها ، مقابل إستمرار أزمة برشلونة على صعيد آخر و إحتلالهم للمركز الرابع في الدوري الإسباني .