أساطير تشيلسي : مسيرة جيانفرانكو زولا

Footbolino
الصفحة الرئيسية

أساطير تشيلسي : مسيرة جيانفرانكو زولا


زولا لاعب تشيلسي
زولا أسطورة تشيلسي

جيانفرانكو زولا هو لاعب كرة قدم إيطالي من مواليد 5 يوليو 1966 و يعد أحد أكبر المواهب الإيطالية في التاريخ و بالتحديد في فترة التسعينات و بدايات الألفية الجديدة حيث ترشح للكرة الذهبية ثلاث مرات و كان مسددا فريدا للمخالفات الحرة المباشرة .

و اليوم سنتعرف إلى مسيرة زولا بالتفصيل ..

1 ) جيانفرانكو زولا نابولي و البدايات


بدأت حكاية زولا مع كرة القدم عندما إنضم إلى نادي نووريس بجزيرة سردينيا الإيطالية و بعد قضاء موسمين في صفوفهم إنتقل إلى الغريم التقليدي لفريقه و هو نادي توريس الذي من خلاله تمت ملاحظته من طرف لوتشيانو موجي مدرب نابولي و يقرر شراءه مقابل مبلغ زهيد جدا .

كان أول موسم لزولا مع فريق الجنوب الإيطالي هو 1989/1990 ، عندها كانوا يملكون في صفوفهم الأسطورة دييغو مارادونا و قد سجل هدفين أحدهما حسم لقب الكالتشيو و أتى ضد جنوة في الفوز 2-1 و المحافظة على فارق النقطتين أمام ميلان التاريخي ، ثم تبعه بحسد لقب السوبر المحلي .

zola napoli
فريق نابولي موسم 1990-1991 ( زولا في الأسفل الثالث على اليسار )

لعب مارادونا دورا كبيرا في مسيرة جيانفرانكو الذي أكد في وقت لاحق أنه تعلم كل شيئ من الأرجنتيني ، تجسس عليه و إقتبس منه كيفية تنفيذ المخالفات المباشرة ، و بالمناسبة هو أحد أفضل المسلمين لها في تاريخ كرة القدم ، و لكن هذه الشراكة لم تدم طويلا بسبب وقوع دييغو في المخدرات عدى أن الأداء الفردي لزولا لعب دورا كبيرا في إستدعائه للمنتخب الإيطالي تحت قيادة أريجو ساكي .

من بعدها ورث اللاعب الرقم 10 من مارادونا ، الأخير أوصى نابولي بالتركيز على تطوير النجم الإيطالي الصاعد و وصفه بأنه خليفته في الفريق ، صحيح أنه لم يرفع أي ألقاب أخرى حتى مغادرته عام 1993 لكنه حمل النادي على عاتقه و كان نجمه الأول و مصدر فرح للجماهير أينما وطأت ساقاه أرض الملعب .

2 ) زولا نحو بارما و فترة مضيئة أخرى


مع تهامه من طرف جماهير نابولي بالخيانة إنتقل زولا إلى بارما ، بيد أن اللاعب أكد أنه إنتقل بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة للنادي ، و منذ البداية حقق معهم لقب كأس السوبر الأوروبي 1993 و كأس الإتحاد الأوروبي 1995 و أثبت نفسه كواحد من أفضل المواهب في إيطاليا بعد أن جعل فريقه يقترب من الفوز بالكالتشيو .
 
زولا بارما
كان زولا ضمن التشكيلة الذهبية لبارما في أواخر التسعينات

كان وصول أحد أساطير برشلونة خريستو ستويشكوف إلى الفريق موسم 1995/1996 سببا في تراجع أداء زولا الذي قلت مشاركاته بسبب تشاركه في نفس المركز مع اللاعب الجديد مما سبب إزدواجية في الخطط التكتيكية لمدرسه أنذاك كارلو أنشيلوتي الذي صار يعتمد على جيانفرانكو في مركز غير الذي يلعب فيه ، و هذا سبب مباشر لقرار ترك النادي و الإنتقالي إلى تشيلسي .

3 ) زولا و أفضل سنوات مسيرته في تشيلسي


في نوفمبر 1996 حل زولا بالعاصمة الإنجليزية لندن للتوقيع مع تشيلسي و كان واحدا من عدة صفقات مهمة أبرمها البلوز في تلك الفترة ، حصل على القميص رقم 25 و إنطلق في كتابة مسيرته الفريدة منذ الموسم الأول في إنجلترا الذي قدم به العديد من العروض البارزة كللها بالفوز بكأس الإتحاد الإنجليزي بعد أن سجل 4 أهداف في الطريق نحو النهائي ، من بين هذه الأهداف تسديدة ضد ليفربول من على بعد 25 ياردة و هدف آخر لا ينسى أمام فريق ويمبيلدون من مهارة فردية رائعة .

إنتهى الموسم بفوزه أيضا بجائزة أفضل لاعب في إنجلترا بعد تصويت الجماهير له علما أنه لم يلعبه كاملا .

في الموسم التالي ساعد زولا تشيلسي للفوز بثلاثة ألقاب شملت كأس الرابطة المحلية و كأس الكؤوس الأوروبية و كأس السوبر الأوروبي ، لقد حرمته الإصابة من المشاركة في النهائي الذي ذكرناه ثانيا لكن لا يزال دوره مهما في قيادة الفريق نحو المباراة النهائية ، و في نفس العام ( 1997 ) سجل أول هاتريك في مسيرته في الفوز على ديربي كاونتي 4-0 .

اللاعب الايطالي زولا

أول ظهور لزولا بدوري أبطال أوروبا جاء في موسم 1999/2000 بعد أن أحرز زرق لندن على المركز الثالث في الدوري الإنجليزي الممتاز على بعد أربع نقاط فقط من مانشستر يونايتد البطل و ثلاث نقاط الوصيف ، و في البطولة الأوروبية وصل النادي اللندني إلى الدور ربع النهائي و سجل اللاعب الإيطالي ثلاثة أهداف في هذا المشوار ، أحد هذا الأهداف أتى من تسديدة لولبية ضد برشلونة .

و لا نزال في خضم الحديث عن ذلك الموسم الرائع الذي أعاده إلى منصات التتويج من باب كأس الإتحاد الإنجليزي و هدفه في النهائي الذي جاء عبر ركلة حرة مباشرة ضد أستون فيلا .

إنخفضت فرص جيانفرانكو زولا في اللعب في الموسم التالي بعد أن فتح مدرب الفريق كلوديا رانييري الباب أمام اللاعبين الكبار في السن للمغادرة ، و رغم أن لاعبنا لم يغادر مثلما فعل آخرون إلا أن مشاركاته قلت بسبب سياسة المدرب الجديدة و التي تعتمد على خفض متوسط أعمار لاعبي تشيلسي ، قبل أن يغير رانييري رأيه في العام 2002 بعد أن شاهد هدف لمواطنه من كعب جميل ضد نورويش سيتي واصلا إياه أنه مزيج بين السحر و الخيال .

الموسم الأخير لزولا رفقة البلوز حمل نهضة إيجابية له ، لقد تمكن من تسجيل 14 هدف في الدوري الإنجليزي الممتاز و صنع 7 أهداف في أفضل أرقام يحققها منذ الإنضمام لفريقه الذي ودعه في آخر مباراة له ضد ليفربول ، و ستختاره الجماهير فيما بعد لاعب القرن في تشيلسي و لم يتم منح قميصه رقم 25 إلى أي لاعب آخر بعد و تم تعليقه إلى الأبد .


4 ) العودة إلى إيطاليا ثم المغادرة و الاعتزال


بعد شراء تشيلسي من قبل الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش عاد زولا إلى موطنه إيطاليا ليلعب لصالح نادي كالياري الذي صعد به إلى الدرجة الأولى الإيطالية و لعب موسمه الثاني و الأخير مختتما مشواره بأفضل طريقة ممكنة عندما سجل ثنائية ضد يوفينتوس في آخر مباراة يلعبها .

لقد إعتزل كسادس أفضل مسدد للركلات الحرة المباشرة في تاريخ السيري أ برصيد 20 هدف ، يتقدم عليه كل من روبيرتو باجيو و فرانسيسكو توتي ( 21 هدف ) ، أليساندرو ديل بييرو ( 22 هدف ) ، سينيشا ميهايلوفيتش و أندريا بيرلو ( 28 هدف ) .

أنهى لاعبنا مسيرته كاملة في أستراليا مع نادي ماركوني ستاليونز في 2007 .

5 ) مسيرة زولا مع المنتخب الإيطالي


في سن متأخرة نوعا ما بدأ زولا مسيرته الدولية مع الأتزوري و بالتحديد 13 نوفمبر 1991 بعمر الخامسة و العشرين تحت قيادة أريجو ساكي ضد النرويج بتصفيات كأس الأمم الأوروبية ، كان أحد عناصر المنتخب القوي الذي وصل إلى نهائي كأس العالم 1994 ، لكن في مرحلة ما من البطولة تم طرده أمام نيجيريا و لم يستعد بعدها مكانته الأساسية إلى غاية نهاية المونديال .

زولا
جيانفرانكو زولا يطرد أمام نيجيريا في كأس العالم 1994

لم تكن هذه المسيرة مبهرة بقدر ما كانت عليه رفقة الأندية و إنتظر إلى غاية 1995 ليسجل أول هدفين له أمام إستونيا في الفوز 4-1 ، و في يورو 96 لعب جميع مباريات الدور الأول لكنه أضاع ركلة جزاء مصيرية ضد ألمانيا كانت ستأهل إيطاليا إلى الدور القادم و عوضا عن هذا إنسحبت من الدورة .

فيما بعد و رغم تسجيله لهدف الفوز التاريخي ضد إنجلترا و الذي حسم بشكل كبير تأهل الإيطاليين إلى مونديال 1998 لم يتم إستدعاءه للمشاركة فيه من قبل المدرب تشيزاري مالديني ليقرر تعليق حذاءه الوطني في أوج عطائه الكروي وقتها مع تشيلسي .

6 ) أسلوب لعب جيانفرانكو زولا


لدى زولا قدرة كبيرة على خلق الفرص لزملائه تمريرات له في مركز صانع الألعاب المتقدم فهو لم يستطع التكيف في الجناح أو حتى في دور المهاجم الثاني ، لم تكن أي من تلك المراكز مفضلة بالنسبة له لذلك أبدع في المكان الذي أراده دائما حيث إشتهر بإمكانيه العالية في التحكم بالكرة و لم يكن من السهل التنبؤ بما سيفعل بها .

زولا في مواجهة كلاسيكية ضد أرسنال

و مع رؤية و قدرة على التمرير بكلها الساقين إستطاع جيانفرانكو زولا أن يضيف مهارات أخرى مثل الذكاء التكتيكي و قراءة اللعب ، فرغم قامته القصيرة ( 1,68 م ) كان يملك رشاقة و سرعة جيدين للغاية مما جعله يستطيع تغيير إتجاه الكرة بسرعة هائلة في المساحات الصغيرة و خداع المدافعين عند المواجهة رجلا لرجل .

إشتهر الأسطورة الإيطالية أيضا بإتقان المخالفات الحرة المباشرة و هو ضمن أفضل 10 لاعبين بالتاريخ ينفذون هذه الكرات إخترناهم في مقالة سابقة ( من هنا ) ، و مع هذه المسيرة الكبيرة نستطيع أن نذكر بإحترام أن لاعبنا كان محترفا و لاعبا غير مفعل للمشاكل رغم لعبه في فترات واجه فيها أتى و أشرس المدافعين .
google-playkhamsatmostaqltradent