من الذاكرة : إنتر ميلان يلقن برشلونة درسا قاسيا

Footbolino
الصفحة الرئيسية

من الذاكرة : إنتر ميلان يلقن برشلونة درسا قاسيا


  • يؤكد بيدرو رودريجيز أن فريق برشلونة العظيم في الفترة من 2008 إلى 2012 كان بإمكانه الفوز بثلاثة ألقاب متتالية في دوري أبطال أوروبا مثل الغريم التقليدي ريال مدريد الذي فاز بهم في النسختين القديمة و الجديدة من البطولة ، لكن هذه الفرصة ضاعت عام 2010 عندما إصطدم البرسا بنادي إنتر ميلان في نصف النهائي و خسر مجموع المباراتين 3-2 .

انتر ميلان و برشلونة
شنايدر و تشافي و منافسة أفضل متوسط ميدان في العالم كانت على أشدها

  • هكذا يتساءل بيدرو في تصريحات سابقة أدلى بها لصحيفة ذي إندبندنت البريطانية كيف خسر فريقه تلك المواجهة التي كانت أحد أسوأ أيامه كلاعب لبرشلونة ، و على النقيض تماما كانت الأعظم ربما في مسيرة جوزيه مورينهو فهي من ضمنت الثلاثية التاريخية الوحيدة للفريق الإيطالي و أول بطولة أوروبية لهم منذ نحو 45 سنة .

إنتر ميلان و برشلونة و لقاء لا ينسى


تلك البطولة كسرت حاجزا نفسيا ضخما كان يؤرق النيراتزوري و جماهيره ، و ذلك اللقب بالذات هو ما يفتخر به السبيشل وان دونا عن بقية الألقاب الأخرى التي أحرزها ، الأمر لم يكن فقط مجرد هزيمة أفضل فريق في العالم في ذلك الوقت ، لكن طريقته التي إبتكرها و خططه التي نفذها هي ما جعلته فخورا لهذه الدرجة .

كانت هناك لقطة فارقة في مباراة الذهاب عندما قام مورينهو بنشر الفوضى في صفوف فريقه و جعل الخصم يشعر بإرتياح تام خاصة بعد هدف بيدرو رودريجيز الإفتتاحي و هدف ويسلي شنايدر الذي أعاد التوازن في جوزيبي مياتزا ، هنا أخبر البرتغالي لاعبيه أن الأمور قد تغيرت لصالحهم تماما و أكد لهم أنهم إذا إستمروا في لعب الهجوم المضاد فسوف يفوزون بنتيجة عريضة قد تصل إلى 4 أو 5 أهداف أخرى .


انتر ميلان برشلونة 2010
ظن برشلونة أنهم في طريقهم الى النصر لكنهم وقعوا في الفخ

و في النهاية فاز إنتر ميلان بنتيجة 3-1 فقط ، لكن ذلك النصر أقنع اللاعبين بعبقرية مدربهم و خبثه الكروي ، فهذا التصور المستقبلي لوقائع المباراة هو ما ضبط نفسهم في لقاء العودة الذي سيلعبونه في كامب نو تحت ضغط شديد و وابل من الهجمات لن يتوقف لمدة 90 دقيقة على الأقل .

إستقبل جمهور برشلونة و دعا مورينهو للذهاب إلى المسرح و يقصدون به ملعبهم الكبير ، و فعلا تم إعداد المسرح لأحد أعظم الأعمال الدرامية ، السبيشل وان بنفسه قال أن اللقاء الثاني كان مثل فيلم رائع ، و يعترف الجميع تقريبا في النهاية أن تلك المباراة عبارة عن ملحمة قادتنا إلى دراما جميلة ، اللحظة التي تمر هي جزء من تاريخ يريد فيه الفريقان أن يكونا أبطاله الحقيقين ، و الأبطال آنذاك هم الطليان بقيادة برتغالية حكيمة .

برشلونة الفريق الذي لا يقهر و مورينهو المدرب الذي لا يستسلم


كان برشلونة الفريق الذي غير كرة القدم الأوروبية و العالمية إلى الأبد ، فريق بيب غوارديولا وضع معايير جديدة للأندية منذ ذلك الوقت ، إلا أن تفوقهم في ذلك الوقت لم يسبق له مثيل إلى اليوم ، في مباراة الذهاب ضد إنتر 2010 كانت المرة الأولى التي يخسرون فيها أوروبيا بفارق هدفين لمدة عامين كاملين ، و نجح بيب في إعادة البرسا الذين كانوا على وشك الإنهيار بسبب نظام هرمي كان يقوم على اللاعبين الكبار ، و كل شيئ تغير عندما إستلم الريادة و أعاد تنشيط النادي مازجا لاعبي الخبرة و الشباب و أوج العطاء في فريق واحد .

و في أعقاب نجاح غوارديولا مع برشلونة في موسمه الأول و الفوز بسداسية تاريخية ، كان مورينهو في ذروة مسيرته التدريبية و يسعى لتحقيق حلمه بالفوز بلقب الدوري في أربعة بلدان و ثلاث ألقاب في دوري أبطال أوروبا ، و عند إصطدامه مع الفريق الكاتالوني كان اليأس قد حل بجماهير و لاعبي الإنتر على حد السواء ، لكن ليس البرتغالي هو من يتسلل اليأس إلى قلبه و سيسعى للإنتقام من الفريق الذي عمل فيه و رفضه في الماضي .


مورينهو و غوارديولا
مورينهو و غوارديولا على خط التماس

كانت العاطفة و إثبات أن المستحيل كلمة يمكن كسرها هي مفاتيح مورينهو لتحويل يأس لاعبيه إلى ثقة و أمل للفوز بأغلى الألقاب ، و وصف إنتر ميلان وقتها أنه فريق قوي ، ساخر و ذكي و من النوع الناضج الذي جعله مثاليا ، و كذلك مثلما قال دييغو ميليتو و هو أحد اللاعبين التسعة الذين بدأوا مباراة الإياب ضد البرسا أن فريقه كان مرعبا بحق و يعرف جيدا ما يريده ، لقد أرادوا النصر و لا شيئ سواه .

لم يكن مورينهو هو الوحيد الذي يريد أن ينتقم لنفسه في ذلك الموسم ، فاللاعبون ويسلي شنايدر و إستيبان كامبياسو و والتر صامويل تم الإستغاء عنهم من قبل ريال مدريد ، النهائي هذا الموسم سيكون في سانتياغو بيرنابيو و لن ستكون هذه فرصة مثالية للإنتقام .

لاعب آخر شعر أن مؤامرة كبيرة حيكت ضده ، و هو الكاميروني صامويل إيتو ، و هو لاعب ساهم بشدة في بزوغ فجر البرسا منذ قدومه له من ريال مايوركا عام 2004 ، و بعد 199 مباراة و 130 هدف وجد نفسه في خضم صفقة تبادلية حرص بيب غوارديولا على نجاحها و سينتقل بها إلى نادي إنتر ميلان مقابل ذهاب زلاتان إبراهيموفيتش إلى حديقة كامب ناو ، الصفقة في حد ذاتها مذلة ، فإدارة البرسا أضافت رسوما بقيمة 60 مليون يورو إضافة إلى إيتو من أجل ضم السلطان .

صامويل ايتو ضد برشلونة
كافح ايتو كثيرا ليثبت لادارة برشلونة أنهم على خطأ عندما قاموا بالاستغاء عنه

في صميم هذا خرج إبرا بتصريحات حرفية يقول فيها أنه لن يتوج أبدا بدوري أبطال أوروبا مع الإنتر و أن ذلك الفريق لم يكن جيدا كفاية للإستمرار فيه ، و ما حدث هو العكس تماما و فشل اللاعب السويدي في تحقيق مراده بينما ناله فريقه السابق و بملحمة أسطورية ضد فريقه الحالي وقتها .

لقد عانى إبراهيموفيتش الأمرين في كامب نو بسبب عدد إنسجامه مع تكتيكات بيب غوارديولا ، فضلا أنه كان يعرقل حركة ليونيل ميسي من وجهة نظر المدرب الإسباني ، و مع مرور الوقت صار من الواضح أن اللاعب لن ينجح مع البرسا ، خاصة بعد أن فكر بيب جديا في إسقاطه و دخول ميسي إلى مركز رقم 9 الكاذب .

البركان الذي أرهق برشلونة في رحلته إلى ميلانو


في أواخر عام 2009 إنطلقت شرارة بركان في آيسلندا و إندلع مجددا في 14 أبريل 2010 قبل نحو أسبوع من مباراة إنتر و برشلونة المرتقبة ، حدث ساهم في تعليق الرحلات الجوية بين المدن الأوروبية ، و بناءا على هذا القرار و عدم نية الإتحاد الأوروبي لكرة القدم تأجيل المباريات أضطر طاقم الفريق الإسباني و لاعبيه إلى السفر نحو ميلانو بالحافلة .

لم يصدق عديد اللاعبين أن الأمور ستسير بتلك الكيفية ، مسار 1060 كيلومترا إلى إيطاليا أمر مرهق بالفعل ، إبراهيموفيتش يصرح أن هذا الأمر بمثابة كارثة ستأثر على فريقه ، و يصر بويان كريكيش على أن الإرهاق نال منهم بالفعل ، و بينما كان برشلونة في خضم رحلته المتعبة سيسعى جوزيه مورينهو إلى التفكير في إعداد لاعبيه لخطة معقدة تتكون من جزأين .

خطط جوزيه مورينهو لهزيمة برشلونة


في كل مرة ألعب فيها ضد ميسي أمضي ساعات كثيرة في دراسته ،إن الأمر لا يتعلق بإيقافه فقط ، بل عليك أن تجهز له مباراة صعبة لأن هذا أقصى ما تستطيع فعله ضده
جوزيه مورينهو 2015

طبعا أكثر ما يشغل بال السبيشيل وان هو الجزء الأول من الخطة و الذي كان طبعا كيفية إيقاف ليونيل ميسي ، اللاعب الذي يصعب التنبأ بحركاته ، و المدرب البرتغالي سيحتاج إلى أن يكون فريقه متكتلا داخل الصندوق و يحد من المساحات هناك للتقليل من تأثير إمتلاك برشلونة للكرة ، و لكن هذه الخطة باءت بالفشل بعد أن تمكن بيب غوارديولا من التفطن لها و إيقافها .

أصبح الإعتماد على دانيل ألفيس و إنطلاقاته السريعة من اليمين و التقاطع الذي يجب أن يحدث بين الفينة و الأخرى مع ميسي سيجعل مدافعي إنتر يتقاطعون في كلا الإتجاهين و تختلط أوراقهم ، كذلك سيقوم لاعبوا الوسط واحدا تلو الآخر بإيقاف النجم الأرجنتيني ، و مرة أخرى لم يسقط الإسبان في الفخ و تم الضغط من مهاجمي البرسا الآخرين على دفاع الفريق الإيطالي و بالتالي ظهرت فجوة قاتلة كان على الليو أن يستغلها كأحسن ما يكون .

إتضحت الرؤية لجوزيه مورينو ، و هنا قرر وضع سجن لميسي يتكون من أربعة لاعبين يراقبونه مثل ضله ، خطة فيها الكثير من المخاطرة لأنها ستعطي الحرية لللاعبين الآخرين ، لكن هذه الحرية ستكون مقيدة و لن يستغلوها لأن البرتغالي أمر لاعبيه بالتقدم إلى الهجوم أكثر من ذي قبل .

ميسي انتر ميلان و برشلونة 2010
سجن ميسي نجح بالفعل رغم تمكن الأرجنتيني من خلق بعض الفرص الجريئة

لن تكون لدينا فرصة قادمة في مباراة العودة إذا لم نفز على أرضنا
جوزيه مورينهو عقب الفوز على برشلونة 3-1

مباراة إنتر ميلان و برشلونة و نجاح خطة السبيشل وان


في ملعب جوزيبي مياتزا و وسط أجواء صاخبة و أهازيج تسمعها فقط في المباريات عالية المستوى إنطلقت مباراة إنتر و برشلونة ، و هاهو ماكسويل على اليسار يهرب و يمرر كرة نحو إبراهيموفيتش من المفروض أن يلعبها السويدي برأسه لكنه إختار كعبه الذي بدا به و كأنه يتساهل مع دفاعات فريقه القديم .

فرصة حتمية كادت أن تغيير النتيجة مبكرا ، و قرر غوارديولا عدم إيصال الكرة إلى إبرا كثيرا و الإعتماد على ميسي و بيدرو للتوغل و التسديد ، و هذا ما سهل خطة الأفاعي الذين سيمارسون الضغط العالي على الأطراف و تنفيذ هجماتهم ، عدا أن خطأ الظهير الأيمن مايكون في عدم مراقبة بيدرو رودريجيز كلف الفريق الأيطالي هدفا أولا جعل الوضع مناسبا جدا لغوارديولا و لاعبيه للسيطرة على المباراة .

لقد حذر مورينهو من الوقوع في أخطاء سوء المراقبة مرارا تكرارا و رغم هذا هذا لم تتغير خطة السبيشيل وان مطلقا و ظل فريقه الذي من المفروض أن يدافع يضغط و يهاجم و لا يأبى للخلف كثيرا حتى نال مراده و عدل النتيجة عبر تصويبة زاحفة من ويسلي شنايدر أعادت الحياة إلى ملعب جوزيبي مياتزا من جديد .

عدل إنتر النتيجة و أصبح لدى اللاعبين ثقة كبير في الذهاب نحو هدفهم مما يشجع كل ما قاموا به و يقومون به إلى حد الآن ، حتى ميسي حاول العبور بعد دقائق قليلة لكن دون جدوى فالسجن و الإغلاق الكلي من مدافعي النيراتزوري كان في إنتظاره مما عزز ثقة مورينهو أيضا في أن خطته سيفوز بها .


شنايدر ضد برشلونة 2010
شنايدر يعدل النتيجة و يعلن تحول الانتر في المباراة

في الشوط الثاني كان الظهير البرازيلي مايكون أحد الذين نفذوا هذه الخطة بنجاح حيث وصفه المدرب البرتغالي فيما بعد أنه أعجوبة حقيقية عندما أزعج الدفاع الكاتالوني و إستلم تمريرة من دييغو ميليتو ثم كافح بقوة جسدية كبيرة و سددها في الشباك .

الهدف الثالث فيما بعد أتى بطريقة أجمل عندما وزع صامويل إيتو على اليمين كرة سريعة نحو شنايدر الذي و بلمسة سحر إبداعية وضعها على طبق من ذهب أمام دييغو ميليتو ، و ما كان من الأرجنتيني سوى أن يغرس الكرة برأسه في مرمى فيكتور فالديس و ينطلق للإحتفال .

دفاع مضمون يندمج مع هجوم مضاد و سريع و فتاك أتى بفضل خطة تكتيكية محكمة إلى حد كبير و توجيه شرس من مورينهو قابلتها فوضى داخل صفوف برشلونة من خلال صور لاعبيه الذين تساقطوا كلما سجل إنتر ميلان هدفا ، و هذه إحدى المرات النادرة جدا التي يتم فيها إسقاط برسا غوارديولا .
google-playkhamsatmostaqltradent