ريكيلمي اللاعب الساحر رقم 10
لا يعتبر النجم الأرجنتيني السابق خوان رومان ريكيلمي لاعبا عاديا ، فهو يمثل الرقم 10 كأحسن ما يكون ، طبعا هذا القميص ليس جديدا على بلد مثل الأرجنتين الذي لديه علاقة وثيقة و أهمية ثقافية عميقة معه ، و لطالما تتوقع الجماهير هناك الشيئ الكثير من حامل هذا الرقم الذي يلعب عادة في مركز صانع الألعاب المتقدم .
في المنتخب الوطني الأرجنتيني كان دييغو مارادونا هو النموذج الأول الأصلي لرقم 10 ، تلاه فيما بعد لاعبون مميزون آخرون مثل بابلو أيمار ، دانييل أورتيغا الخ .. لكن لا أحد منهم إستطاع تقمص الدور بشكل يليق بحامله السابق رغم الإمكانيات المحترمة التي يتمتعون بها ، قبل أن يثبت ليونيل ميسي فيما بعد أنه الوريث الحقيقي ، بل ربما تفوق على دييغو العظيم أيضا .
و بين مارادونا و ميسي ظهر خوان رومان ريكيلمي الذي إستحق مسيرة مبهرة أكثر من تلك التي قدمها ، كان سيدا حقيقيا في الكرات الثابتة و يفتح الدفاعات المليئة بالمدافعين ، و من جميع النواحي يعتبر لاعبا إستثنائيا ( تعرف إلى تصنيف اللاعب في قائمة أفضل 10 لاعبين في تاريخ الأرجنتين ) .
ريكيلمي و بعض من مسيرته مع الأندية
بدت بداية مسيرة ريكيلمي شبيهة جدا لمارادونا ، من أرجنتينوس جونيور إلى بوكا جونيور ثم نحو برشلونة ، ففي يوم 25 أكتوبر 1995 لعب الساحر أول مبارياته في السوبر كلاسيكو ضد ريفيربليت بعمر 19 سنة فقط كبديل و إحرزوا لمن ؟ نعم لمارادونا و ساعد في فوز فريقه في تلك المباراة و قدم أداءا ساحرا جعل الاغلبية تتنبأ له بمشوار مبهر في عالم كرة القدم .
قضى اللاعب سبعة مواسم في لا بومبونيرا توج فيها بستة ألقاب منهم كأس لبيرتادوريس مرتين على التوالي ( 2000 - 2001 ) ، و بعد نحو 200 مباراة و 44 هدف مع تمريرات كثيرة و كثيرة إنتقل إلى برشلونة عام 2002 مقابل 10 ملايين مليون باوند .
في ذلك الوقت كانت لا ليغا و الفرق الكبرى تحتاج إلى لاعبين يمتلكون لياقة بدنية عالية ، و ليس فقط إلى لاعبين تقنيين ، و هذان الأمران لم يجمع بينهما ريكيلمي و ظهر بشكل متقطع ، و لعب في مركز الجناح غير مركزه الأصلي كصانع ألعاب ، الأمر الذي سبب له عدة مشاكل مع إدارة برشلونة خاصة من جانب مدرب الفريق الكاتالوني وقتها لويس فان جال الذي صرح أن توقيع اللاعب فرض عليه و لم يكن بحاجة له من الأساس .
و بعد موسم واحد فقط تم إقراض اللاعب إلى نادي فياريال ثم بيعه بشكل نهائي ، و كان أهم جزء في نجاحات فريق الغواصات الصفراء الذين إحتلوا المركز الثالث في الليغا موسم 2004/2005 ، رفقة شريكه في الخط الأمامي دييغو فورلان الذي توج بالحذاء الذهبي الأوروبي بعد تلقيه وابلا من التمريرات الحاسمة من خوان ريكيلمي الذي بدوره سجل 15 هدفا شخصيا ، و مع هذا التألق الكبير تم ترشيحه لجائزة أفضل لاعب في العالم .
ريكيلمي ضد أرسنال 2006 |
في الموسم القادم عانى فياريال في الدوري و إحتلو المركز السابع ، لكن في المقابل وصل الفريق إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2006 و إنسحبوا ضد أرسنال بعد أن أضاع ريكيلمي فرصة تعديل نتيجة مباراة الذهاب 1-0 ، و أضاع ضربة جزاء حول بها يانز ليمان حارس المدفعجية الأحلام إلى سراب .
ريكيلمي على مستوى المنتخب الأرجنتيني
على الصعيد الدولي و بعد سلسلة من الإستبعادات ، أصبح ريكيلمي هو العمود الفقري للمنتخب الأرجنتيني في كأس العالم 2006 عندما بدأوا البطولة بالفوز على منتخب الكوت ديفوار 2-1 ، و سجل ريكيلمي كلا الهدفين ، ثم سحقوا صربيا و الجبل الأسود و قدم لاعبنا أهم عروضه .
و بعد أن تجاوزت الأرجنتين منتخب المكسيك في ثمن النهائي 2-1 جاءت المواجهة الكبرى في الدور القادم ضد المنتخب الألماني صاحب الأرض ، حيث كان ريكيلمي في أزهى حالاته و صنع هدف التقدم للمدافع روبيرتو آيالا من ركنية في بداية الشوط الثاني ، إلا أن الألمان عادلوا النتيجة قبل نهاية المباراة بقليل و إنسحب الأرجنتينيون بركلات الجزاء .
ريكيلمي ضد ألمانيا 2006 |
إنسحاب دفع خوان للتفكير جديا في الإعتزال الدولي ، لكنه قرر الإستمرار و أعتبر اللاعب الذي قاد بلاده لنهائي كوبا أمريكا 2007 ، بيد أن قرار الإعتزال عاد ليطفو على السطح من جديد قبل مونديال جنوب إفريقيا عندما نشبت خلافات مع لاعب الأرجنتين رقم 10 الأكثر شهرة منه مارادونا .
على الرغم أن أسلوب ريكيلمي أسعد الجماهير ، إلا أنه عرف بشراسته داخل الملعب ، و هذا التناقض أدى إلى عدم الوصول إلى مرحلة أعظم و أعمق من تلك التي نالها بكثير و ربما ندم اللاعب على تلك التصرفات الطائشة اليوم ، ربما ..