الليلة التي أقصى فيها سكولز برشلونة
مر أكثر من عقد كامل على هدف بول سكولز الصاروخي ضد برشلونة في نصف
نهائي دوري أبطال أوروبا 2008 ، و يجب أن نتذكر أن هذا هو أحد أفضل أهداف اللاعب
الكبير في مسيرته رغم أنه كان يبلغ من العمر في تلك الليلة 33 سنة
.
العودة بالماضي قليلا
منذ مغادرة قائد مانشستر يونايتد التاريخي روي كين في 2005 بعد
إنتقاده بشدة زملائه في إحدى البرامج التي لم تبث مطلقا ، أصبح السير أليكس
فيرغيسون يضع مجموعة متنوعة من اللاعبين في خط الوسط الذي أفتفد للإيرلندي كثيرا
.
و من اللاعبين الذين تم الإعتماد عليهم كان ريان جيجز و دارين
فليتشير ، بينما تم إبعاد بول سكولز نوعا ما عن الخطوط الأمامية ، ربما بعد بلوغه سن ال30 أصبح أقل
لياقة بدنية و سرعة كما إفتقد بالتأكيد لروي كين الذي كان يمثل الغطاء الدفاعي في
منتصف الملعب ، لهذا تم تأخير مركز اللاعب الملقب بالأخطبوط قليلا و بالتحديد إلى
لاعب خط وسط من صندوق إلى صندوق ( Box To Box ) .
في موسم 2006/2007 إستعاد سكولز شيئا من بريقه في التسجيل، فبالرغم
عدم إحرازه للكثير من الأهداف إلا أن إحداها جاء عن طريق كرة مدوية على بعد 25
ياردة أمام أستون فيلا في المبارة التي إنتهت لصالح الشياطين الحمر 3-0 ، و العديد
من جماهير مانشستر يونايتد لا يزالون يتذكرون ذلك الهدف الخرافي و يصنفونه على أنه
الأفضل في مسيرة أسطورتهم .
و رغم الجمالية التي إنفردت بها تلك التسديدة ، لم يتم إختيارها
كأفضل هدف في الموسم و ذهبت الجائزة إلى لاعب يونايتد الآخر واين روني ، و على
العموم كان هذا هو آخر موسم يسجل فيه سكولز 5 أهداف في الدوري الإنجليزي رغم أنه
سيعتزل بعد نحو 5 مواسم أخرى .
موسم هدف سكولز ضد برشلونة
يعتبر موسم 2007/2008 واحدا من أفضل مواسم مانشستر يونايتد في
التاريخ إذ إجتمع عديد النجوم في فريق واحد على رأسهم كريستيانو رونالدو و واين
روني و الوافد الجديد من وست هام كارلوس تيفيز و غيرهم فالقائمة تطول .. و بما أن
الكلام عن بول سكولز فهو كان موسما إستثنائيا له أيضا رغم أنه أصبح يقوم بالوجبات
الدفاعية أكثر من قبل .
يوم 29 أبريل 2008 واجه مانشستر يونايتد برشلونة في إياب نصف نهائي
دوري الأبطال بعد أن إنتهت مباراة الذهاب في كامب نو بالتعادل السلبي ، صحيح
أن البرسا سيهزم يونايتد مرات عديدة في السنوات القادمة لكن ليس في تلك الليلة
.
بعد مرور 13 دقيقة تقريبا ، تمريرة من فيرديناند إلى رونالدو الذي
يحاول المرور من زامبروتا يائسا ، لتقطع الكرة و تصل في ثانية أو ثانيتين إلى
سكولز ، اللاعب البالغ من العمر 33 عاما إتخذ قرارا أنانيا ناجحا بالتصويب مثل تلك
الأيام التي كان يدك بها الشباك و إختار الزاوية اليمنى البعيدة و اليسرى للحارس
فيكتور فالديس الذي طار في محاولة يائسة للتصدي لكرة صاروخية تحولت إلى هدف تاريخي
ضد واحد من أقوى فرق هذا العصر .
الآن سنشاهد بعض الثوان الأخرى التي إستعاد فيها سكولز روحه الطفولية
و أيام الشباب المثالية و بقي يجري من الفرحة محاولا تجنب كل زميل له يعترض طريقه
ليعانقه حتى لا يفسد عليه تلك النشوة المثالية .
إعتبر الكثيرون أن ذلك الهدف كان الأهم في مشوار مانشستر يونايتد في
طريقهم نحو التتويج بدوري أبطال أوروبا 2007/2008 ، بعد الفوز على تشيلسي بركلات
الترجيح ، و طبعا نقطة فارقة في مشوار بول سكولز الذي سجل في مسيرته 155 هدفا مع
الشياطين الحمر .