مسيرة الأسطورة بيليه
الأسطورة بيليه و إسمه الحقيقي إدسون أرانتيس دو ناسيمنتو ، هو لاعب كرة قدم برازيلي شهير من مواليد 23 أكتوبر 1940 في مدينة تريس كاراكوس و غالبا ما يوضع على رأس أفضل اللاعبين في التاريخ ، و تم إختياره كلاعب القرن العشرين من قبل الإتحاد الدولي (IFFHS) .
إقرأ أيضا
بيليه
|
بيليه هو أفضل لاعب في كل العصور ، و لن يكون هناك سوى بيليه واحد
كريستيانو رونالدو صاحب الكرة الذهبية 5 مرات
لعب بيليه أغلب مسيرته في نادي سانتوس البرازيلي و يعتبر الهداف التاريخي له برصيد 643 هدف رسمي ( تقول مصادر أخرى أن هذا الرقم يصل إلى 1000 ) ، و إلى حد الآن لا يزال أكبر هداف في تاريخ البرازيل ، عدى أن هذا الرقم من المرجح أن يكسر في المستقبل القريب من جانب نيمار دا سيلفا ، و على العموم إليكم كل ما تريد معرفته عن الجوهرة السوداء في هذه المقالة المفصلة .
1 ) الطفولة المبكرة
إسمه الحقيقي إدسون أرانتيس دو ناسيمنتو هو تيمنا بالمخترع الأمريكي
توماس إيديسون ( حدث خطأ في شهادة الميلاد و حذف حرف ي ) ، أما إسم بيليه فهو يعود
لحارس مرمى سابق لعب لفريق فاسكو دي جاما يحمل نفس الإسم .
نشأ بيليه في فقر مدقع مثل أغلب البرازيليين ، و كان يحصل على
الأموال من خلال العمل في محلات توزيع الشاي ، لكن رغم هذا لم يكن له ثمن كرة قدم
خاصة به و إكتفى باللعب بجوارب محشوة بأوراق الجرائد ، ثم يذهب للعب مع بعض فرق
كرة القدم للصالات في المدينة ، و يرجع بيليه الفضل الكبير لهذه اللعبة في تطوره
الكبير و هي ما سمحت له بمجاراة الرجال الكبار بعمر 14 سنة فقط ، حتى إنه في إحدى
المسابقات التي نظمت نال لقب الهداف و هو بتلك السن الصغيرة
.
كانت كرة القدم داخل الصالات تمثل تحديات صعبة ، فهي أسرع بكثير من كرة القدم على العشب و سيضظر اللاعبون للتفكير بشكل أسرع لأن الجميع قريبون من بعضهم في الملعب
بيليه
2 ) الوصول إلى فريق سانتوس
عام 1956 ترك بيليه عائلته و إتجه مع أحد المدربين الذين أشرفوا على
تدريبه و يدعى بريتو إلى نادي سانتوس و أخبر الإدارة أن هذا الطفل ذو السادسة عشرة
ربيعا سيصبح أفضل لاعب في العالم ، و فعلا أعجب مدرب الفريق وقتها لويس ألونسو
بإمكانيات المراهق الصغير ، و ماهي إلا أسابيع قليلة و وقع أول عقد إحترافي له مع
الفريق .
لعب أول مباراة له في 7 سبتمبر 1956 و سجل أول هدف أيضا ، و شيئا
فشيئا بدأ إسم اللاعب الجديد يصل صداه إلى الصحف كنجم المستقبل الواعد ، حتى أنه
بسرعة البرق أصبح هداف الدوري البرازيلي بعد عشرة أشهر فقط على توقيعه ، و تمت
دعوته للمنتخب البرازيلي أيضا ، سجل الملك هدفا في مبارته الأولى مع السامبا ضد
الأرجنتين في ملعب ماراكانا الشهير ( خسارة 2-1 ) ، و في مباراة الإياب ساهم في
الفوز على المنافس التقليدي ( 2-0 ) ، و أدى هذا التألق الملفت إلى تأمين مكان له
في النخبة التي ستغادر إلى السويد أين ستدور فعاليات كأس العالم 1958
.
3 ) كأس العالم 1958 و اللقب العالمي الأول
قبل إنطلاق المونديال حقق بيليه أول لقب رئيسي مع سانتوس ، بطولة
باوليستا التي توج فيها بجائزة أفضل هداف برصيد 58 هدف ، و هذا رقم قياسي لا يزال
لم يحطم إلى اليوم في تلك الكأس .
تعرض الجوهره السوداء لإصابة قبل بداية كأس العالم و لم يشارك في
أول مبارتين ضد منتخب النمسا ( فوز 3-0 ) و المنتخب الإنجليزي ( تعادل 0-0 ) ، و
مع المباراة الثالثة ضد فريق الإتحاد السوفييتي تعافى من إصابته و شارك في باقي
مباريات البطولة كاملة و كان سجله كالآتي :
- ربع النهائي : سجل هدف الفوز ضد منتخب ويلز ( 1-0 )
- نصف النهائي : سجل هاتريك ضد المنتخب الفرنسي ( 5-2 )
- النهائي : سجل ثنائية ضد السويد ( 5-2 )
6 أهداف جعلت البرازيل تحرز اللقب العالمي الأول بعد خيبة أمل 1950 و الخسارة ضد الأوروغواي في نهائي ماراكانا الشهير ( 1-2 ) ، و عاد بيليه و رفاقه إلى الوطن و كرموا بتغطية إعلامية لم تشهدها البلد من قبل ، كما أصبح الملك أصغر لاعب يحصل على كأس العالم بعمر 17 سنة و 10 أشهر .
عندما رأيت بيليه يلعب ، جعلني هذا أشعر أنه يجب علي أن اعتزل فورا
الفرنسي جست فونتين هداف كأس العالم 1958 ب13 هدف ( رقم قياسي
)
4 ) مواصلة التألق مع سانتوس و البرازيل
بعد تألقه في مونديال 58 ، إنهالت العروض على اللؤلؤة السوداء من الأندية الأوروبية الكبيرة مثل مانشستر يونايتد و ريال مدريد و يوفينتوس لكن بدون جدوى ، عدى أن إنتر ميلان الإيطالي تمكن من الحصول على عقد مع بيليه إلا أن رئيس النادي آنذاك أنجيلو موراتي مزق العقد بناء على طلب رئيس سانتوس بعد ثورة الجماهير عليه ، حتى أن الحكومة البرازيلية بقيادة الرئيس خانيو كوادروس أعلنت اللاعب كنزا وطنيا رسميا حتى يمنع من الإنتقال لأي فريق خارج البلاد .
و كلما مر الوقت كلما غرس بيليه إسمه في تاريخ سانتوس و ساعدهم على
الفوز بعدة ألقاب ( سنذكرها بالتفصيل في الأسفل ) ، و لعب أيضا مع المنتخب في كوبا
أمريكا التي كانت تلعب بنظام البطولة عام 1959 ، و أختير كأفضل لاعب بها رغم أن
البرازيل نالت المركز الثاني بعد أن سجل 8 أهداف منهم هدفين في مرمى تشيلي و
هاتريك ضد الأوروغواي .
أعظم لاعب في تاريخ كرة القدم هو ألفريدو دي ستيفانو ، لكن أرفض أن أصنف بيليه كلاعب لأنه لا يقارن
فرينك بوشكاش أسطورة ريال مدريد
5 ) كأس العالم 1962 و العالمية مع سانتوس
عام 1961 حقق سانتوس بقيادة بيليه لقب الدوري البرازيلي للمرة الأولى
و هو ما سمح لهم بالمشاركة في كأس ليبيرتادوريس أقوى بطولات قارة أمريكا الجنوبية
على مستوى الأندية ، و توجوا بالمسابقة بعد تسجيل الملك ل 4 أهداف في سلسة
المباريات النهائية ضد بوتافوجو ، و تأهلوا للمشاركة في كأس الإنتركونتيننتال (
كأس العالم للأندية حاليا ) .
لعب الفريق البرازيلي ضد بطل أوروبا نادي بنفيكا ، و جرت مباراة
الذهاب في ملعب ماراكانا أين سجل بيليه ثنائية و إنتصر سانتوس 3-2 ، و عزز
البرازيليون هذا الفوز في مباراة العودة بملعب النور و سجل الملك ثلاثية في لقاء
إنتهى لصالحهم 5-2 ، ليرفع الفريق ذو اللونين الأسود و الأبيض اللقب العالمي
.
وصلت على أمل أن أتمكن من إيقاف الأسطورة بيليه ، لكني إقتنعت أن هذا الشخص ليس مولودا على كوكب الأرض مثلنا
ألبيرتو دا كوستا بيريرا حارس بنفيكا الراحل
في كأس العالم 1962 وصل بيليه إلى تشيلي البلد المستضيف و هو مصنف
كأفضل لاعب على كوكب الأرض و سجل هدف في أول مباراة ضد المكسيك ، و رغم إصابته في
المباراة الثانية ضد منتخب تشيكوسلوفاكيا ( 0-0 ) إلا أنه بقي على الملعب لعدم
وجود بدائل ، و بقي التشيكيون يتعمدون إيذائه طوال اللقاء مما أدى إلى تفاقم
الإصابة و عدم مشاركته في أي لعبة أخرى في البطولة ، لكن البرازيل حققت اللقب بفضل
مهارات الأسطورة غارنيشيا .
6 ) الملك بيليه يواصل المجد مع سانتوس و خيبة أمل مع البرازيل
وصل سانتوس للعام الثاني على التوالي إلى نهائي كأس ليبيرتادوريس و
هذه المرة المنافس هو بوكا جونيور الأرجنتيني و تمكنوا من الفوز باللقب أيضا بعد
الإنتصار ذهابا و إيابا 2-3 و 2-1 ( بيليه سجل هدفا واحدا في المبارتين ) ، ثم
المنافسة من جديد في كأس الإنتركونتيننتال ضد بطل أوروبا أي سي ميلان ، الفريق
الإيطالي فاز في الذهاب 4-2 رغم تسجيل الجوهرة السوداء لهدفين ، و في العودة إنتصر
البرازيليون بنفس النتيجة مما أدى إلى مباراة فاصلة إنتهت لصالح زملاء الملك 1-0
ليعانقوا المجد العالمي ثانية .
مع إنطلاق كأس العالم 1966 كان بيليه مرتديا قميصه الشهير رقم 10 و من
جديد يتربع على عرش أفضل اللاعبين في العالم ، فترة للأمانة عرفت تواجد الكثير من
أساطير كرة القدم أيضا على غرار أوزيبيو و بوبي تشارتلون و جياني ريفيرا ، عدى أن
الملك أعتبر الأفضل بينهم و هذا ما أدى إلى جعله هدفا مكشوفا لكافة المدافعين في العالم
.
و أثناء هذه المنافسة التي نظمت في إنجلترا كان العدوان على بيليه
البرازيل هو أحد أبرز عناوينها ، فبعد مباراة السيليساو الأولى ضد بلغاريا صار
بيليه أول لاعب يسجل في ثلاث مسابقات متتالية في كأس العالم إثر إحرازه مخالفة حرة
مباشرة ، و رغم هذا لم يسلم من إحدى التدخلات العنيفة التي كانت سببا في عدم لعبه
للمباراة التالية ضد المجر التي خسروها 3-1 .
في المباراة الحاسمة الثالثة إصطدمت البرازيل بالمنتخب البرتغالي و
لعب اللقاء على ملعب غوديسون بارك ، شارك بيليه و تعرض لتدخل قاس من المدافع جواو
مورايس جعلته يتمايل إلى النهاية و إستوفى المدرب البرازيلي فيسنتي فيولا كامل
تغييراته لينسحبوا من البطولة بعد الهزيمة 3-1 ، هزيمة غضب بعدها بيليه و تعهد أنه
لن يشارك في أي مباراة أخرى في كأس العالم بعد القرارات التحكيمية المجحفة التي
تعرضوا لها .
المنتخب البرازيلي برمته لم يقدم الأداء المطلوب في كأس العالم 66 |
أشعر أن كرة القدم تم إختراعها خصيصا لهذا اللاعب السحري
بوبي تشارلتون أسطورة مانشستر يونايتد
7 ) بيليه يسجل الهدف رقم 1000 و يعود إلى المنتخب من جديد
بيليه هو أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم ، لقد لعب على مستوى عال طيلة 20 سنة و لايوجد لاعب آخر يقارن معه
فرانز بيكنباور
عقب خيبة أمل كأس العالم 1966 ، عاد بيليه للتركيز فقط مع ناديه
سانتوس و بقي وفيا لعادته مع هز الشباك ، و في يوم 19 نوفمبر 1969 كان الملك على
موعد مع الهدف رقم 1000 في مسيرته في ملعب ماراكانا الشهير من علامة جزاء ضد فريق
فاسكو دي جاما و تم إستدعاؤه للمنتخب الوطني من جديد ، رفض في البداية لكن مع
إلحاح الشارع الرياضي عاد و شارك في ست مباريات تأهيلية للمونديال و سجل 6 أهداف
.
جاء موعد الكأس العالمية الرابعة و الأخيرة في مشوار بيليه ، و تغير
الفريق البرازيلي بشكل كبير عما كان عليه في البطولة السابقة و ضم لاعبين جدد مثل
ريفيلينهو و كارلوس ألبيرتو و توستاو ليشكلوا واحدا من أفضل الفرق إمتاعا في
تاريخ كرة القدم .
كان سجل بيليه في كأس العالم 1970 كالآتي :
- الدور الأول : سجل هدفا من رباعية ضد منتخب تشيكوسلوفاكيا ( 4-1 )
- الدور الأول : صنع هدف الفوز للاعب جارزينهو ضد إنجلترا و كاد أن يسجل هدفا لولا تصد أسطوري من الحارس غوردون بانكس ( 1-0 )
- الدور الأول : سجل هدفين أحدهما من مخالفة حرة مباشرة ضد المنتخب الروماني ( 3-2 )
- ربع النهائي : صنع هدفا ضد البيرو في مباراة إنتهت لصالحهم ( 4-2 )
- نصف النهائي : صنع هدفا للنجم ريفيلينهو في المباراة الثأرية التي جمعتهم بمنتخب الأوروغواي للمرة الأولى منذ 1950 ( 3-1 )
- النهائي : سجل الهدف الإفتتاحي ضد إيطاليا برأسية و هو الهدف رقم 100 في تاريخ البرازيل في كأس العالم ، واحدة من أكثر المشاهد شهرة في تاريخ المونديال ، و صنع هدفين آخرين أحدهما الهدف الرائع الذي سجله كارلوس ألبيرتو ( 4-1 )
8 ) مغادرة البرازيل و تجربة رائعة في الولايات المتحدة
بعد مرور نحو عام على هذا اللقب العالمي الثالث للبرازيل و بيليه
تقاعد الجوهرة السوداء دوليا يوم 18 يوليو 1971 على ملعب ماراكانا في مباراة جمعت
بين منتخب السامبا و منتخب يوغوسلافيا و إنتهت بالتعادل الإيجابي 2-2 وسط تصفيق
حار من الجماهير التي طلبت من الأسطورة البقاء و لكن لكل شيء نهاية
.
بقي بيليه يلعب لفريق سانتوس حتى موسمه التاسع عشر ، و عام 1974
إعتزل اللعب مؤقتا قبل أن يعود لتوقيع عقد مع نادي نيويورك كوسموس في الولايات المتحدة
الأمريكية و ساهم في زيادة الوعي العام و الإهتمام بالرياضة هناك و فاز بالدوري
سنة 1977 آخر سنة في مسيرته الكروية العظيمة .
أنا أدعى رونالد ريغان ، أنا رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ، لكنك لست بحاجة للتعريف بنفسك ، لأن الجميع يعرفون من هو بيليه
رئيس الولايات المتحدة رونالد ريغان يحيي بيليه داخل البيت الأبيض
أسلوب لعب بيليه و أسطورة الجوهرة السوداء
لقد تجاوز بيليه حدود المنطق
يوهان كرويف
يشتهر بيليه بغزارة تسجيله للأهداف و قدرته الفائقة على توقع حركات
المدافعين في منطقة الجزاء و إنهاء الفرص بتسديدات قوية و متقنة ، كان يوصف
باللاعب المتكامل لديه رؤية و ذكاء إستثنائيين ، كما يتمتع بدقة التمرير و التعاون
بشكل كبير مع زملائه .
لعب الملك في عديد المراكز المختلفة في الهجوم على الرغم أنه يتواجد
بشكل كبير داخل مربع العمليات إلا أن قدراته كانت تسمح له باللعب في مناطق متأخرة
أكثر كمهاجم ثان أو حتى صانع ألعاب خلف المهاجمين ، و تميز أسلوبه بالجمع بين
السرعة و المهارة و القدرة العالية على التحمل ، و هذا التوازن سمح له بالتفوق على
منافسيه .
و على الرغم من قصر قامته نوعا ما ( 1.74 م ) عدى أنه أظهر إمكانيات
عالية في الكرات الهوائية بسبب توقعه الصحيح لحركة الكرة و إرتقائه عاليا ، و ما
لا تعرفه عن بيليه أنه يعتبر التسجيل من علامة الجزاء أو حتى المخالفات المباشرة
طرقا جبانة مما يدل على أننا في حضرة لاعب أسطوري لن يتكرر
.
لقد كان تأثيره و قيادته و الكاريزما التي يتمتع بها عوامل مؤثرة في
نجاحه سواء مع سانتوس أو المنتخب البرازيلي ، و تمتع بروح رياضية عالية التي
لطالما جسدها حتى بعد إعتزاله كرة القدم رغم التدخلات العنيفة التي تعرض لها في
مشواره الكروي ، إستطاع بفضل هذا أن يكسب الإحترام و التقدير الذي يستحقه
.