أجمل لحظات كرة القدم في هذا العقد 2010-2020
كان العقد الأخير يمثل فترة أخرى من تاريخ كرة القدم الطويل و العريق ، حقبة سيطرت عليها منافسة رونالدو و ميسي التاريخية ، و شهدت الكثير من الأحداث التي باتت ذكرى جميلة لمجموعة من الجماهير ، و سيئة للبعض الآخر ، و هذه هي تقلبات الساحرة المستديرة .
لعبت 3 نهائيات لكأس العالم ، بطولتي يورو و 10 نسخ من دوري أبطال أوروبا و مثلها في الدوريات الخمس الكبرى ، سنأخذكم في رحلة قصيرة و مختصرة نستعرض لكم فيها أجمل لحظات كرة القدم في هذا العقد 2010-2020 .
10 ) مقصية رونالدو في تورينو : حب فوداع فصدمة
كانت كل تلك المواسم الثمانية التي قضاها رونالدو مع ريال مدريد
كافية ليتصدر بها قائمة هدافي ريال مدريد التاريخيين ، و هاهو في موسم 2017/2018
يدخل موسمه التاسع رفقة الميرينجي الذي يدافع عن لقبه الثالث تواليا في دوري أبطال أوروبا
و وضعته مع يوفينتوس في الدور ربع النهائي على أن تلعب المبارة الأولى في تورينو .
سافر النادي الإسباني إلى هناك ، و لم يمضي على بداية اللقاء سوى 3
دقائق حتى نجح الدون في تسجيل أول الأهداف الملكية ، و عند الدقيقة 62 كان البرتغالي
على موعد مع هدف تاريخي محولا توزيعة داني كارفاخال إلى مقصية و لا أروع . إرتقاء
خرافي في الهواء وسط ذهول الحارس جانلويجي بوفون و تصفيق حار من جماهير
البيانكونيري رد عليه رونالدو بالشكر على الإحترام الذي تلقاه و الحب الذي ولد في تلك
اللحظة بين الطرفين .
حب أدى في نهاية المطاف إلى فراق مع ريال مدريد بعد مشاكل إدارية مع
الرئيس فلورينتينو بيريز ، و صدمة تلقاها عشاق الريال بمرارة على فقدان من كان له
الفضل الكبير في جعل بلانكوس يسيطر على أوروبا في هذا العقد .
9 ) صفقة نيمار من برشلونة إلى باريس سان جيرمان
الصفقة التي أحدثت ثورة في سوق الإنتقالات بعالم كرة القدم ، صفقة
جبارة و 222 مليون يورو قيل إنها حملت في حقيبة أو حقيبتين إلى والد نيمار و وكيل
أعماله الذي عد كل سنت منهم ، لا ندري في الواقع كم إستغرق من الوقت لإنجاز هذه المهمة الشاقة ، لكن الأهم هو أن المبالغ
التي صارت تدفع في جلب اللاعبين و قيمتهم السوقية إرتفت بشكل مهول إثر ذلك التوقيع .
يكفي أن تسجل 10 أهداف و تصنع مثلهم و يكون عمرك في ريعان الشباب حتى
تنهال على فريقك ثروة كبيرة و تزيح أساطير اللعبة عن قائمة أغلى 10 صفقات في التاريخ ،
للأسف إنه زمن المادة يا سادة ..
8 ) وداعية فيرغيسون
يوم 12 مايو 2013 احتشد أكثر من 75,000 مشجع في ملعب أولد ترافورد ليودعوا
مدربهم الأسطوري السير أليكس فيرغيسون بعد نحو 27 سنة قاد فيها مانشستر يونايتد
لحصد الأخضر و اليابس ، و معانقة المجد الأوروبي و خاصة المحلي ب13 لقبا جعلته يتسيد
انجلترا و يتجاوز ليفربول صاحب ال18 لقب في الدوري الإنجليزي و لم يأبى الخروج إلا
و في رصيد يونايتد 20 .
بطولة كان نجمها الأول روبين فان بيرسي كهدية جلبها فيرغيسون الى مسرح الأحلام و
أعطاه الرقم 20 للدوري 20 .
إنها نظرة ثاقبة من مدرب أسطوري ، فحتى قبل بداية الموسم و رغم قوة
الجار مانشستر سيتي إلا أنه علم بأن فريقه هو من سيعتلي سلم الدوري في نهاية
المطاف .
لقد كانت وداعية فيرغيسون تاريخية ، و من يومها و الشياطين الحمر
متخبطون في الهزائم و الإنكسارات ، فالمدرب الذي لم يعرف المركز الرابع يوما صارت اليوم هذه المرتبة حلما لدى
الجماهير ، لكن لأن العودة جزء من الشعار انتظروا يونايتد فسيعود عاجلا أم آجلا ، فما
أسسه هذا الرجل الأسكتلندي طيلة هذه العقود الطويلة لن يذهب هباءا منثورا ، على ثقة
.
7 ) رأسية راموس و العاشرة التي أدت إلى المجد الأوروبي
وصل ريال مدريد صاحب التسعة ألقاب أوروبية إلى أول نهائي منذ 12 سنة ، ليواجه أتلتيكو مدريد الفريق المعروف بشراسته الدفاعية ، و رغم هذا فإن الكفة كانت
تميل لمصلحة الميرينجي نظرا لكتيبة النجوم الرهيبة التي بحوزته الفرصة
ملائمة لتحقيق العاشرة التي طال إنتظارها .
الروخي بلانكوس لم يكن لقمة سائغة بالمرة ، و افتتح التسجيل عند
الدقيقة 36 عبر مدافعه و قائده دييغو غودين ، و حافظ أبناء سيميوني على تقدمهم
حتى نهاية الوقت الأصلي ، لكن الوقت الإضافي كان له رأي آخر ، هنا الحديث عن واحدة
من أهم اللحظات في هذا العقد و هي الدقيقة 92,48 أين ارتقى سيرجيو راموس عاليا و
سجل هدفا رأسيا منح على اثره قبلة من القائد كاسياس لينهار الأتلتيكو في الوقتين
الإضافيين و يخسروا النهائي 4-1 .
رأسية و لحظة دون شك و ريب هي ما قادت ريال مدريد و منحتهم ثقة
أوروبية قادتهم فيما بعد للتتويج ب3 نسخ أخرى متتالية و لن نبالغ إذا اعتبرنا
الريال هو نادي العقد من 2010 إلى 2020 .
6 ) عودة ليفربول ضد برشلونة : جحيم أنفيلد
التاريخ : 7 مايو 2019
الملعب : أنفيلد
الحضور الجماهيري : 52,212 مشجع
الحدث : إياب الدور نصف نهائي لدوري أبطال أوروبا 2018/2019
كانت الفرصة ملائمة لدى برشلونة للتتويج بدوري أبطال أوروبا في ذلك
الموسم و كان كل شيئ يسير على ما يرام ، فالليغا رقم 26 في الطريق و البرسا متأهل
إلى نهائي كأس ملك إسبانيا ليواجهة فالنسيا .
نحن الآن في أواخر شهر مايو، و فوق هذا كله الفريق فائز 3-0 في
مباراة ذهاب نصف نهائي التشامبونزليغ أمام ليفربول و لا تفصله سوى مباراة العودة
في أنفيلد التي لن يجعلوا منها نسخة مكررة من ريمونتادا روما الموسم الماضي أين
سقطوا في الأولمبيكو 3-0 بعد فوزهم ذهابا 4-1 .
الريدز كان منقوصا من خدمات نجميه صلاح و فيرمينهو ، و لكن لأنك لن تسير وحدك
في أنفيلد إحتشدت الجماهير الحمراء بكثافة في المدرجات لتساند فريقها حتى النهاية .
هاهي المباراة تنطلق و هاهو ديفوك أوريجي يسجل الهدف الأول الذي
اعتبر بمثابة هدف شرفي في البداية ، و ينتهي به الشوط الأول وسط هجمات متبادلة بين
الفريقين .
يبدأ الشوط الثاني و تبدأ معه الإثارة و ماهي أقل من 10 دقائق على إنطلاقته حتى نجح الهولندي جيورجينهو فاينالدوم في تسجيل ثنائية تاريخية سريعة له
و لفريقه عدل بها الكفة .
تساوى الفريقان 3-3 و بدأ الخوف يتسرب إلى لاعبي برشلونة
و قلة الثقة بينما على الجانب الآخر لم يعد شيئ يوقف حماس الفريق الإنجليزي و
آمنوا بالعودة ، و فعلا صاحب الهدف الأول أوريجي يسجل رابع الأهداف من ركنية شهيرة
للظهير الشاب آرلوند في مشهد أبرز تشتت لاعبي البلاوجرانا و شرودهم الذهني ليخرج
ليفربول محققا معجزة قادته فيما بعد للقبه السادس في دوري أبطال أوروبا بفوزه في
النهائي على مواطنه توتنهام 2-0 .
الأسطورة ميسي سار وحيدا في تلك الليلة .. |
5 ) تتويج البرتغال يورو 2016
و أخيرا أنصف القدر الأسطورة كريستيانو رونالدو و قاده للتتويج بكأس
أمم أوروبا أغلى ألقاب القارة العجوز ، فبعد دموع يورو 2004 التي بكى فيها ذلك الشاب
الصغير عندما هزم رفقة بلاده في أرضهم بمفاجأة إغريقية يونانية قاتلة أطاحت
بجيل ذهبي كامل على غرار كريستيانو ضم لويس فيغو و روي كوستا و ديكو و غيرهم
.
صاروخ ماديرا بكى ، لكنه تمرس في الأراضي الإنجليزية مع مانشستر
يونايتد و سطع نجمه مع ريال مدريد في الليغا و صار أسطورة البرتغال الأول و
هدافها التاريخي ليقود جيلا آخر مختلف بمزيج من الشباب و المخضرمين للفوز بكأس أوروبية
غريبة شهدت تعادل برازيل أوروبا في دور المجموعات في 3 مباريات ، و تأهلوا مزيحين كل
من يعترض فريقهم ليصطدموا في النهائي مع منتخب فرنسا القوي صاحب الأرض و الجمهور .
هنا حدث برتغالي آخر قائلا له : " هذا يكفي يا صديقي لقد أدى
منتخبنا الوطني الواجب و وصل إلى المباراة النهائية ، لنذهب إلى المطار و نستقبل
أبطالنا الذين شرفونا بالمركز الثاني "
و لكن كان لرونالدو الذي خرج مصابا و رفاقه رأيه آخر ، لقد تمسكوا
بالأمل و قاتلوا حتى الوقت الإضافي ، الدون يصبح المدرب و يتفاعل مع زملائه
الذين صاروا مهتمين به اكثر من المدرب سانتوس الذي قرر إجراء أقوى تغيير في
تاريخ البرتغال ، إيدير الذي حل محل ريناتو سانشيز في الدقيقة 79 يسجل أغلى
الأهداف في الدقيقة 109 لينتهي اللقاء و تعم الأفراح شوارع لشبونة و البلاد عامة .
4 ) ريمونتادا برشلونة ضد باريس سان جيرمان
التاريخ : 8 آذار/مارس 2017
الملعب : كامب نو
الحضور الجماهيري : 96,296 مشجع
الحدث : إياب الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا 2016/2017
كانت هذه نبذة صغيرة عن مباراة لم يكن أكبر المتفائلين يعلم أن
برشلونة الخاسر من باريس سان جيرمان 4-0 في حديقة الأمراء سيتمكن من العودة و أي
عودة ..
لكل من عايش المباراة و تابع تفاصيلها سيعرف أنه كان على موعد مع
لقاء تاريخي استهله القناص لويس سواريز بهدف أول في الدقيقة الثالثة و عقبه هدف كيرزاوا
بالخطأ في مرماه قبل نهاية الشوط الأول ب5 دقائق ، لكن 2-0 لا تكفي .
إلا أن ثالث
الأهداف الذي أتى عن طريق ليونيل ميسي من ضربة جزاء في الدقيقة ال50 سيمنح الأمل
للكاتالونيين ، أمل سرعان ما تبدد بهدف إيديسون كافاني في الدقيقة 62 ، و الآن البرسا يحتاج لتسجيل 3 أهداف أخرى للمرور ، و لا فرصة للتعادل و الذهاب إلى الوقت
الإضافي و ضربات الجزاء بعد الآن .
مر الوقت سريعا و النتيجة على ماهي عليه ، مخالفة مباشرة على حدود
مناطق البي أس جي يتولى نيمار دا سيلفا تنفيذها و ينجح ، حسنا سيخرج برشلونة الآن
بشرف و لكن ما الذي حصل بعد التسعين لينهار فريق عاصمة الأنوار بتلك الطريقة و
يتسبب لاعبوه في ركلة جزاء يتقدم لها النجم البرازيلي نيمار و يسجل ثاني أهدافه في
أقل من 4 دقائق .
ما حدث في النهاية هو ما تعلمونه جميعا الذي اختير نجم المباراة
دا سيلفا يصنع هدف المعجزة لسيرجيو روبيرتو ، لينتفض الكامب نو عن بكرة أبيه و يصيح
مشجعوا النادي الكاتالوني في كل العالم فرحا بما سميت ب " لا ريمونتادا
"
3 ) مانشستر سيتي و كوينز بارك رينجيرز : جنون اللحظات الأخيرة
" أغويرووووو يا رباه مستحيل مستحيل الحلم يتحقق كان كابوسا ، السيتي بطلا للبريميرليغ أغويرووووو أغويروووو .. "
كان هذا جزءا من تعليق المبدع فارس عوض على اللقاء المجنون بين كوينز بارك رينجيرز المعني بالنزول و مانشستر سيتي الذي يبحث عن أول ألقابه منذ 44 سنة ، الحلم
الذي كاد أن ينهار بعد منافسة حامية الوطيس مع الجار الأحمر مانشستر يونايتد ،
الفريقان يصلان الجولة الأخيرة بنفس عدد النقاط (86) ، بيد أن السيتي متصدر بفارق
الأهداف و المواجهات المباشرة ، يكفيه الإنتصار لتحقيق البطولة .
لكن الأمور لم تسر
على نحو جيد في ملعب الإتحاد حتى الدقيقة ال 90 فالنتيجة تشير إلى تفوق QPR 2-1 و
الشياطين الحمر انتهت مباراتهم ضد سندرلاند خارج الأرض و فازوا 0-1
.
لك أن تتخيل عزيزي حجم تلك الضغوطات التي يعيشها المدرب روبيرتو
مانشيني و لاعبوه ، فمجهود موسم تاريخي كامل على وشك الإنهيار ، و هو لحسن الحظ ما لم يحصل ، دزيكو يرتقي عاليا و يعدل النتيجة في الدقيقة 92 ليعود بصيص الأمل الذي أبى كون أغويرو إلا أن لا يهدره و يسجل هدف العقد الحاسم في الدوري الإنجليزي
.
2 ) سباعية الألمان التاريخية على الأراضي البرازيلية
أنهيت تناول الإفطار في شهر رمضان 1435 هجري الزمن الذي تقام فيه
أحداث كأس العالم 2014 الذي شارف على الإنتهاء ، في تلك الليلة كان الموعد مع
مباراة البرازيل الدولة صاحبة الأرض و الجمهور تواجه ألمانيا على ملعب مينيراو و
الذي زينته جماهير السامبا بأحلى حلة .
ذهبت مسرعا إلى المقهى لمشاهدة القمة بكل شوق رغم أنه مر على زمن
المباراة نحو 25 دقيقة صعقت ، لكن عندما رأيت النتيجة (4-0) و ماهي إلا 4 دقائق إضافية حتى صارت 5 سجل منهم ميرلوسوف كلوزه هدفا ليصبح الهداف التاريخي للمونديال
ب16 هدف كاسرا رقم الظاهرة رونالدو إبن البرازيل بالذات الذي توقف عداده عند 15 هدف .
مفاجأة كبيرة و أكبر هزيمة مذلة في تاريخ الكرة ، ربما لأن البرازيل
هزمت بنتيجة 7-1 على أرضها و في أكبر تظاهرة كروية بعد 64 سنة من هزيمة ماراكانا
المذلة هي الأخرى من الأوروغواي بحضور 200 الف مشجع (رقم قياسي) إنتهت 2-1 لصالح السيليستي .
ليلة الدموع التي أغرقت العاصمة برازيليا و ما جاورها و الصدمة التي خلفت آثارا عميقة في نفوس البرازيليين الشعب الذي يتنفس كرة القدم و يعشق هذه
الرياضة إلى حد النخاع ، بالمقابل أفراح هستيرية في برلين عاصمة ألمانيا و الماكينات
التي لا ترحم ، و الذين بالمناسبة توجوا بتلك النسخة بتفوقهم على الأرجنتين ميسي 1-0
بهدف حمل توقيع ماريو غوتزه في الوقت الاضافي .
1 ) فوز ليستر سيتي بالدوري الانجليزي
حدث العقد و أحد أجمل لحظات كرة القدم في التاريخ و معجزة القرن ، فوز ليستر سيتي بالبريميرليغ ليس كأي فوز و ليس كأي تتويج ، الفريق
الصاعد من دوري الدرجة الأولى الإنجليزية لم ينتظر سوى موسم واحد ليكشر عن أنيابه
في الموسم الثاني ، و بهدوء شديد بقيادة المدرب المخضرم كلاوديو رانييري و تشكيلة
نكرة من المواهب التي سرعان ما تحولت إلى نجوم فتاكة تعصف بكل فريق تواجهه ، حتى
صاروا حديث العالم بأسره مواجهين كل ذلك الضغط المسلط عليهم لآخر أنفاس أقوى بطولة
في العالم التي تضم أقوى الفرق صاحبة الثروات المهولة .
كل هذا لم يمنع الثعالب من كتابة التاريخ و صنع المجد و نحت عبرة
" الأموال ليست كل شيئ في عالم كرة القدم "