مسيرة روي كين آخر رجال كرة القدم الأشداء
عنيف ، عنيد ، غاضب ، مسيطر ، قائد بالفطرة .. تتعدد الصفات و الرجل واحد ، نعم إنه الإيرلندي روي كين لاعب مانشستر يونايتد و الذي اشتهر بتصرفاته العدوانية مع الجميع مما أدى لخروجه من مانشستر يونايتد عام 2005 بعد أن ذاق السير أليكس فيرغيسون ذرعا به و بأفعاله التي خرجت عن السيطرة في عدة مرات .
صار هناك مثل يتداول في
إنجلترا يقول " فقط عليك أن تكون
محترما أو جديرا بالإحترام حتى يكرهك روي كين "
رودي دويل مؤلف كتاب
" الشوط الثاني" يرصد عن كثب مسيرة من اخترناه في مقالة سابقة كواحد من
بين أفضل 10 لاعبي وسط ميدان دفاعي في التاريخ .
الكتاب الذي حقق أعلى
نسبة مبيعات عند صدوره يكشف لنا كل الصراعات و المعارك التي خاضها كين و وراء كل
حكاية تفاصيل ذات جذور عميقة مازال سرها في جعبة الإيرلندي الغاضب على الدوام و
لكن بطريقة أو بأخرى ستحترمه رغما عنك باعتباره واحدا من أساطير عالم كرة القدم و
في هذه المقالة المفصلة سنعرض لكم حكايا و أسرار ستكتشفونها ربما لأول مرة عن بعض المعارك التي لا
تنتهي ..
روي كين و آلفي هالاند
أنا لست لاعب كرة قدم ، أنا ذاهب إلى الحرب
قال روي كين عن نفسه ذات مرة أنه سيحارب من
أجل مانشستر يونايتد و أنه سيلعب كرة القدم حتى بقدم واحدة ، و لم يتوقع في أحد الأيام أن كل
ذلك مجرد هراء و مهما بالغ في كلامه لن يستطيع التفوق على آلام الجسد البشري .
القصة الأولى تبدأ في
سبتمبر عام 1997 في إحدى مباريات الجولة التاسعة من الدوري الإنجليزي حيث تعرض الشياطين الحمر لهزيمة مفاجئة خارج أرضهم من ليدز يونايتد 1-0 و في ذلك اللقاء حاول كين اعتراض طريق المدافع النرويجي آلفي هالاند بعد فشله في اللحاق به لكن اللاعب
الخصم نجا بأعجوبة من تدخل عنيف سقط بعده قائد اليونايتد على الأرض و هو يلتوي من الألم ، سقوط
وصفه هالاند بأنه ليس سوى تمثيلية متقنة ليهرب روي من العقاب قبل أن يخرج الأخير
من الملعب على نقالة و تثبت الفحوصات تعرضه لقطع في الأربطة الصليبية أجبره على
الغياب عن الميادين لمدة عام كامل .
عام من العلاج و الألم و
الغضب المدفون في صدر روي كين الذي يعتبر آلفي هالاند هو السبب في الإصابة التي ألمت به رغم أن الواقعة تثبت عكس ذلك و لكن من
الصعب أن تغير رأي الإيرلندي مهما حدث .
مرت 4 سنوات على الواقعة
، رغم هذا لم يهدأ لكين بال إلا عندما حقق
إنتقامه ، انتقام أتى عندما كان مدافع ليدز السابق ينشط في الغريم مانشستر سيتي و يوم المباراة أتت اللحظة التي حظي فيها اللاعب بانتقامه و يركل ركبة
هالاند الذي مرر الكرة بالفعل إلى زميله و لكن روي كين كان يقصد ما يفعله و الهدف
كان واضحا و مرئيا أمامه و لم يبالي بالورقة الحمراء التي تلقاها و لم تهمه نتيجة
المباراة يومها فهو قد حقق مبتغاه و خرج منتصرا .
هذا التدخل وصف فيما بعد
على أنه أحد أعنف التدخلات في تاريخ كرة القدم و عوقب كين بعده ل3 مباريات و غرامة
مالية و صرح لاحقا في كتابه
كنت قد انتظرت طويلا جدا من أجل تحين تلك اللحظة ، خذ هذه الركلة و إياك أن تتهمني مرة أخرة بالإدعاء
و بعد هذا التصريح قرر
الإتحاد الإنجليزي للعبة فتح تحقيق في الواقعة من جديد ، كين تهرب من تلك الكلمات
التي نشرت في كتابه و ادعى أن من كلفه بالتحرير قد أخطأ في التعبير و لكنها حجة
واهية لم تقنع أحدا و تم تغريمه ب150 ألف جنيه إسترليني فضلا عن إيقافه ل5 مباريات .
الحصيلة النهائية أن روي
كين صرح فيما بعد أنه نادم بالفعل على عدة أشياء خاطئة ارتكبها في مسيرته لكن
واقعة هالاند ليست منها و أنه سيكرر الفعل مرة أخرى إن عاد به الوقت من جديد .
روي كين و آلان شيرار
أعشق العدوانية لأنها لعبتي المفضلة
من منا لا يعرف آلان
شيرار مهاجم بلاكبيرن روفيرز و نيوكاسل يونايتد السابق و الذي يعتبر الهداف
التاريخي للدوري الإنجليزي ب260 هدف
و لكن حتى هؤلاء النجوم الكبار لا يسلمون من
أيدي روي كين .
في نفس عام الحادثة
الأولى التي ذكرناها مع آلفي هالاند تعرض أسطورة مانشستر يونايتد للطرد رقم 10 في
مشواره الكروي حتى ذلك الوقت إثر محاولة لكم بائت بالفشل كان يقصد من ورائها وجه آلان شيرار الذي
حاول منع كين من لعب رمية تماس سريعة و لا نعرف ما إذا كانت اللقطة تكتيكية أم أن
هداف البريميرليغ حتى اللحظة حاول بهذا التصرف إستفزاز من ستندم على إستفزازه .
عندها و بتصرف تلقائي ركل
روي كين وجه آلان شيرار بالكرة بقوة و من مسافة قريبة و هنا رفع الحكم
البطاقة الحمراء لروي الذي جن جنونه ليتبعها بمحاولة متعمدة للكم مهاجم نيوكاسل
يومها في وجهه لكن ياب ستام و لوران بلان و غاري نيفيل منعوه من ذلك حتى لا تؤول
الأمور إلى الأسوء .
و كالعادة كين صرح في
كتابه أنه لم يندم على شيئ يومها أكثر من ندمه على أن لكمته لم تجد طريقا إلى وجه
شيرار .
نبقى مع تبعات إصابة روي كين ضد هالاند و بعد عودته إلى الملاعب من جديد كانت بوادر حرب تلوح في الأفق
بينه و بين بيتر شمايكل الحارس التاريخي لمانشستر يونايتد و الذي كان دائما ما
يصرخ عند توجيه المدافعين ، الأمر الذي يغضب كين و يمقته بشدة .
روي كين و بيتر شمايكل
قصة لكمة العين السوداء
في إحدى الأيام و التي
كان فيها لاعبوا الشياطين الحمر يقومون بجولة ترويجية في آسيا استيقظ الآيرندي شاعرا ببعض
الآلام جراء سهره طوال الليل في حانة يحتسي الشراب ، و عند صعوده الحافلة تحدث
إليه السير أليكس فيرغيسون بطريقة غير لبقة جراء سهره و شربه المفرط ليلة البارحة ،
تجاهله كين و لكن شمايكل لم يتجاهله و ذهب إليه و قال له :
لقد ذقت ذرعا بك و بتصرفاتك ، مشاكلك لا تنتهي و كذلك أسلوبك إنه لا يروق لي ، هيا حان الوقت فلنسوي الأمر بتلك الطريقة (يقصد المعركة)
ما كان لكين سوى أنه رحب بالفكرة لأنه عنيف بطبعه و روى في كتابه الشوط
الثاني
مسكني شمايكل من رقبتي فنطحته ، لم أستطع مجاراته كثيرا في ذلك النزال القصير لأنه كان أضخم مني بكثير و لكني بطريقة ما استطعت توجيه لكمة قوية له
في اليوم الموالي قام
الحارس الدنماركي بندوة صحفية مرتديا نظارة شمسية و عندما خلعها سأله أحد الصحفيين
الموجودين هناك عما أصاب عينه فأخبره أنه اصطدم بذراع زميل له في التدريبات .
طبعا لم ينجو اللاعبان من
الحادثة و تمت معاقبتهما بأمر من السير بوبي تشارلتون أسطورة النادي الإنجليزي و استشاط فيرغيسون غضبا و وصف ما حدث بالعار على فريق بحجم مانشستر يونايتد خصوصا أنه أتى من قائد الفريق كين و نائبه شمايكل .
في النهاية أكد روي كين أنه يحترم جدا بيتر شمايكل على تحمله كامل
المسؤولية فيما حدث
روي كين و أليكس فيرغيسون
نروي لكم الآن قصة الأزمة
التي اندلعت عام 2004 بين السير أليكس فيرغيسون و أكبر حاملين لأسهم مانشستر
يونايتد و هما الإيرلنديين جون مانيير و باتريك مانوس و ذلك على حصان "صخرة
جيبرالتار" الأشهر في العالم وقتها .
روي كين قال في كتابه أنه
حذر السير من هذا الإصطدام مع المالكين فهو قد تلقى معلومات موثوقة من بلده أن الثنائي مستعدان لتصعيد ذلك الصراع على المستوى الشخصي و لكن المدير الفني الأنجح في تاريخ
الشياطين الحمر لم يستمع لنصيحة قائد فريقه وقتها و أصر على موقفه من شراء الحصان
الصخرة من عمالقة سباقات الخيل .
و هنا قرر المالكين
مانيير و مانوس ممارسة الظغوط على إدارة النادي و فتح تحقيقات بصدد تعامل بعض
وكلاء اللاعبين المالية مع مانشستر يونايتد و بالتحديد جيسون أليكس فيرجسون ابن المدرب الأسكتلندي و في النهاية منع جيسون من تمثيل لاعبي الفريق في
المستقبل و تم إيقاف التعامل معه .
و بعدها تصالح الأطراف الثلاثة بطريقة ودية و
قيل أن السير فيرغيسون حصل على مبلغ يفوق ال2 مليون دولار مقابل تخليه عن شراء
الحصان و أغلقت القضية عند هذا الحد .
ستقولون الآن ما دخل هذه
الرواية بروي كين و ما دخله في الموضوع من الأساس و لكن صبرا ستعرفون الآن
بعد أشهر قليلة من تسوية
تلك القضية انتقم المالكين جون مانيير و باتريك مانوس بطريقة خاصة و قاما ببيع
نصيبهما في أسهم النادي و البالغة 30% إلى عائلة جليجرز الأمريكية التي تملك 27%
بالفعل ليصبح بحوزتها 57% و تملك مانشستر يونايتد إلى اليوم و لكن 100% .
هذه الصفقة أغضبت جزءا
كبيرا جدا من جماهير بطل إنجلترا 20 مرة و كان روي كين أولهم حيث تصاعد التوتر
بينه و بين فيرغيسون لدرجة عالية لأن الإيرلندي إعتبر أن مدربه هو السبب خصوصا بعد
هزيمة نكراء تعرض لها اليونايتد من فريق ميدلزبروه المتواضع 4-1 و بعد المباراة
اجتمع كين بزملائه في غرفة الملابس و استشاط غضبا على السير أليكس و زملائه ناعتا
إياهم بأسوأ الصفات و هم ريو فيرديناند و دارين فليتشر و جون أوشياه و آلان سميث و ريتشاردسون .
هذه الواقعة صورت في مقطع
فيديو لقناة مانشستر يونايتد و لم يتم عرضه بعد أن شاهده أليكس فيرغيسون و كانت
بضع دقائق معدودة منه كفيلة لإنتشار غضب كالنار في الهشيم و أمر المدرب الشهير
بتدمير ذلك الفيديو نهائيا لعدم نشره في الإبان ، الشيئ الذي لم يتقبله كين بتاتا
و وصف مدربه وقتها بأنه أسوأ شخص عمل معه في حياته و آخر من يتحدث عن الإنتماء
لليونايتد في العالم فما كان من السير إلا أنه أمر بتمزيق عقده و طرده من النادي .
الإيرلندي إعتبر فيما بعد
في كتابه أن فيرجيسون هول الأمر و استغل الواقعة حتى يغطي فشله مع مساعده كيروش في
ذلك الموسم عقب الخروج من دوري أبطال أوروبا و خسارة لقب الدوري الإنجليزي لصالح
أرسنال الذهبي و للأسف لا يزال الصراع قائما إلى اليوم بين إثنين من عظماء مانشستر
يونايتد .
روي كين و باتريك فييرا
حادثة نفق الهايبري
حادثة نفق الهايبري
الملعب القديم لنادي أرسنال هي نقطة من بحر العداوة التي جمعت بين قائدي الغانرز و
الشياطين الحمر باتريك فييرا و روي كين في فترة ما كان الفريقان حينها الأقوى في
انجلترا و دائما ما توصف مبارياتهم بالشرسة .
كين يروي :
كنت في غرفة خلع الملابس هادئا و مستعدا للمباراة قبل أن أسمع غاري نيفيل يشكو من مضايقة فييرا له ، خرجت و وجدت أصابع السخرية موجهة لزميلي في الفريق و حينها لم أتمالك نفسي من الغضب و شعرت أن المعركة على وشك البدء
أرسنال كان أكبر منافس لنا في ذلك الوقت و يومها بدا لاعبوه و كأنهم أضخم من ذي قبل ، أعلم جيدا أن هناك مشكلة منذ البداية مع غاري و توقعت أن تتم مضايقته داخل الملعب و لكن ليس في النفق و قلت لفييرا الذي تظاهر بتجاهلي : لا تضايق مع نيفيل و تحدث مع من هو في نفس حجمك . ليجيب الفرنسي قائلا : حسنا سأضرب كليكما
مجموعة من الشتائم و
التهديدات من روي كين لقائد أرسنال موثقة في الكثير من الفيديوهات أنهاها
بجملته الشهيرة "
سأراك في الملعب "
عند النزول إلى أرضية
الميدان و قبل صافرة البداية اجتمع الحكم بالقائدين الذان رفضا المصافحة أو حتى
اختيار وجه العملة المعدنية التي ستحدد الفريق الذي سيلعب الركلة الأولى لذلك قرر
الحكم أن يتقمص الدور و قام هو بعملية الإختيار
انطلقت المباراة الشهيرة
و كانت الخشونة بادية على لاعبي الفريقين ، الحكم احتسب 6 مخالفات في أول دقيقتين
، الجميع على أعصابه كأن الخشونة تجري في عروقهم خاصة بعد أن سقط آشلي كول داخل
منطقة العمليات و طالب بضربة جزاء و لكن السيد جراهام بول الذي كان يدير اللقاء
اعتبر سقوط كول تمثيلا و أمر بواصلة اللعب
الحكم روى فيما بعد أن
تلك كانت ليلة غير عادية و ما زاد الطين بلة هو اللاعبون الآخرون الذين لم يريدون
تهدئة الأجواء بالمرة ، واين روني على سبيل المثال استخدم كلمة "تبا" ما
يقارب ال30 مرة لولا تهدئة السير أليكس فيرغيسون له بين شوطي المباراة .
روي كين و باتريك فييرا ،
آن أخيرا لهذه العداوة التاريخية أن تنتهي عندما قام اللاعبان بتصوير فيلم وثائقي
بعنوان "أفضل الأعداء" تناولا فيه ما حدث بينهما من شجار و مشاحنات طيلة
تلك السنوات
كين أشاد بفييرا و اعتبر
أن خصومته معه جعلت منه لاعبا أفضل و يجعله ضمن أعظم اللاعبين الذين جاورهم أو لعب ضدهم في
حياته جنبا إلى جنب مع زين الدين زيدان و بول سكولز و فرانك لامبارد و ستيفن
جيرارد و هو لا يقل أهمية عن تيري هنري و دينيس بيركامب في تاريخ نادي أرسنال كما
اعترف بصلابة قائد المدفعجية السابق و اعترف أنه سيخسر في أي مواجهة بدنية معه لأن
قوة فييرا الجسدية كانت لا تصدق .
أفضل الأعداء |
روي كين " آخر رجال
كرة القدم الأشداء "
في النهاية قد تتفق مع
روي كين أو لا ، تحبه أو تكرهه هذا أمر راجع إليك لكن الأمر الحتمي أن الإيرلندي
كان يتحلى بشجاعة كبيرة لم تشهد كرة القدم العديدين ممن تحلوا بشجاعة مماثلة له .