أرشيف دوري أبطال أوروبا
دوري أبطال أوروبا |
دوري أبطال أوروبا هي أقوى مسابقة على مستوى الأندية في العالم ، لدى هذه البطولة سحر خاص و عبق جميل ، لذلك فإن كل اللاعبين و المدربين يرغبون في اللعب فيها كل موسم ، و يرغبون بالتتويج بها حتى يزينوا خزائن ألقابهم بذات الأذنين .
نقدم إليكم هذا التقرير الذي نتحدث فيه عن أرشيف دوري أبطال أوروبا و نمر سويا على تاريخ البطولة سريعا و دون ملل ، لقد جهزنا لكم الكثير من الصور التي ستأخذكم في هذه الرحلة الممتعة ، قراءة شيقة ..
1) خلفية تاريخية
إنطلقت البطولة بمسمى كأس الأندية الأوروبية البطلة سنة 1955 و كانت
تلعب بنظام خروج المغلوب ، كانت الفرق التي تشارك هي فقط أبطال الدوريات ، إضافة إلى
بطل المسابقة الذي يشارك بشكل آلي في النسخة القادمة حتى يدافع عن لقبه .
في 1990 قرر الإتحاد الأوروبي لكرة القدم توسيع المنافسة أكثر فأكثر بين الفرق ، و قرر
إدخال دوري المجموعات و جعله يتكون من مباريات ذهاب و إياب ، و بعد 3 سنوات فقط و بالتحديد موسم
1992/1993 تحول دوري الأبطال إلى شكله الحالي بتواجد 32 فريق .
حقق اللقب 22 فريقا مختلفا و يعد نادي ريال مدريد الإسباني هو أكثر فريق حاز على الكأس بواقع 14 مرة
منها 8 مرات بالنظام الجديد و 6 بالنظام السابق .
الفضل الكبير في نشأة تاريخ دوري أبطال أوروبا يعود للفرنسيين الذين كانوا
أيضا وراء فكرة تأسيس كأس العالم ، مجموعة من الصحفيين العاملين بمجلة ليكيب على
رأسهم غابريال هانو إقترحوا إقامة مسابقة لكبار القارة العجوز ، ليقابل هذا
المقترح بترحيب شديد من الفيفا و لم يمانعوا على المشروع .
أرشيف دوري أبطال أوروبا
من 1955 إلى 1960 : بداية البطولة و ريال مدريد يحكم القارة
من اليمين الى اليسار خينتو - بوشكاش - دي ستيفانو - ريال - كوبا |
لعبت أول مباراة في تاريخ دوري ابطال اوروبا يوم 4 سبتمبر 1955 في العاصمة البرتغالية لشبونة بين سبورتينج البرتغالي و بارتيزان بلغراد اليوغسلافي (صربيا حاليا) و إنتهت بالتعادل الإيجابي 3-3 .
و بقيادة الأسطورة ريمون كوبا استطاع نادي ريمس الفرنسي الوصول
للدور النهائي و مقابلة ريال مدريد ، لكنهم خسروا أمام الميرينجي 4-3 في مباراة
مشوقة ليفوز النادي الملكي بأول لقب موسم 1955/1956 .
سيطر الريال بعدها على الكأس الأوروبية في الأربع مواسم التالية و فاز
بجميع النسخ خصوصا بعد أن إنضم إليهم النجم الفرنسي ريمون كوبا مكونا ثلاثيا قويا رفقة ألفريدو دي
ستيفانو و المجري فرينك بوشكاش .
من 1961 إلى 1970 : أبطال جدد
إنتهت هيمنة ريال مدريد رسميا موسم 1960-1961 و فشل في العبور إلى
الدور ربع النهائي لخسارته أمام غريمه التقليدي برشلونة 4-3 في مجموع مبارتي
الذهاب و الإياب ، و رغم وصول النادي الكاتالوني للنهائي إلا أنهم خسروا ضد بنفيكا
أوزيبيو و أغواس و كولونا 3-2 .
في الموسم التالي عاد بلانكوس لخوض النهائي من جديد أمام بنفيكا ، بيد أن النادي البرتغالي فاز باللقب الثاني على التوالي عقب فوزه 5-3 .
قطبا ميلانو إنتر و ميلان قالوا كلمتهم أخيرا و توجوا بالألقاب الثلاثة الموالية بواقع لقب
للروسونيري (1963) و لقبين للنيراتزوري (1964-1965) .
في موسم 1965/1966 جدد الميرينجي فوزه بالبطولة السادسة تلاه نادي
جلاسكو سيلتيك الأسكتلندي سنة 1967 .
و في عام 1968 بات مانشستر يونايتد أول فريق إنجليزي يحرز كأس الأبطال
إثر إنتصاره على بنفيكا في النهائي بنتيجة عريضة 4-1 ، و كم كان الشياطين الحمر يحتاجون لهذا التتويج بعد أكثر من 10 سنوات على كارثة ميونيخ .
قاد جياني ريفيرا آي سي ميلان للفوز بلقبهم الثاني موسم 1968/1969 ، و
بات فينورد روتردام في الموسم الذي يليه أول ناد هولندي يفوز باللقب .
بنفيكا |
انتر ميلان |
مانشستر يونايتد |
من 1971 إلى 1980 : منافسة أياكس و بايرن و معجزة نوتينغهام
واحدة من أعظم المنافسات في تاريخ كرة القدم تلك التي جمعت بين أياكس
أمستردام الهولندي و بايرن ميونيخ الألماني في سبعينيات القرن الماضي ، ثلاث ألقاب
متتالية حققها كل فريق بقيادة الرائعين يوهان كرويف و القيصر فرانز بيكنباور .
هذه الهيمنة الهولندية الألمانية آن لها أن تتوقف موسم
1976/1977 عندما بدأت تظهر سيطرة الأندية الإنجليزية ، حقق ليفربول في ذلك الموسم
اللقب و تبعه بلقب ثان على التوالي موسم 1977/1978 .
نوتينغهام فورست فريق لم نعد نسمع به كثيرا هذه الأيام كان في تلك
الفترة يصول و يجول أوروبيا ، حيث أحرز مع مديره الفني الكبير برايان كلوف لقبين متتاليين في
التشامبيونزليج عامي 1979 و 1980 .
أياكس أمستردام |
بايرن ميونخ |
نوتيتغهام فوريست |
من عام 1981 إلى 1988 : لا صوت يعلو فوق صوت الانجليز
ليفربول |
تواصلت سيطرة الإنجليز في بداية الثمانينات و توج ليفربول بثالث ألقابه موسم 1980/1981 ، و في الموسم الموالي ظهر أستون فيلا على الساحة الأوروبية كرابع فريق إنجليزي يتوج بكأس الأندية الأوروبية البطلة .
لم يوقف أندية إنجلترا عند حدها سوى
هامبورغ الألماني المتوج في الموسم 1982/1983 ، لكن الريدز تمكنوا من الظفر باللقب الرابع لهم و السابع للإنجليزيين في ثمان سنوات في سنة 1984 .
ظهرت في الأربع بطولات التالية أربع فرق مختلفة توجت باللقب و هي :
- يوفنتوس الإيطالي 1984/1985
- ستيوا بوخاريست الروماني 1985/1986
- بورتو البرتغالي 1986/1987
- بي إس في إيندهوفن الهولندي 1987/1988
ملاحظة : الأندية الأوروبية استفادت بشكل كبير بالعقوبة التي فرضها
الإتحاد الأوروبي على الأندية الإنجليزية بعد كارثة ملعب هيسل الشهيرة و التي راح
ضحيتها 39 شخصا معظمهم من الإيطاليين و ذلك في المباراة النهائية موسم 1984/1985
بين يوفينتوس و ليفربول و كان قرار الويفا كما يلي :
- إيقاف نادي ليفربول لفترة غير محددة (امتدت ل6 سنوات فيما بعد)
- إيقاف جميع الأندية الإنجليزية 5 مواسم
من عام 1989 إلى 1992 : ميلان ساري الرهيب
بعد شراء أي سي ميلان من قبل رجل الأعمال سيلفيو بيرليسكوني ضخ الأخير عديد الأموال و تعاقد مع الكثير من النجوم الباريزين وقتها أبرزهم الثلاثي الهولندي ماركو فان باستن و رود خوليت و فرانك ريكارد ، فضلا عن نجوم آخرين كانو في الفريق كفرانكو باريزي و باولو مالديني .
إستطاع الروسونيري الفوز بالكأس بعد غياب دام ل20 سنة ، ليس
موسما فقط بل موسمين على التوالي ( 1988/1989 - 1989/1990
) .
في موسم 1990/1991 توج نادي النجم الأحمر الصربي باللقب كثاني فريق
من أوروبا الشرقية بعد ستيوا بوخاريست الروماني 1986 .
و إختتم برشلونة النظام القديم للبطولة بفوزه في نهائي 1991/1992 على
سامبدوريا الإيطالي 1-0 , هدف سجله المدافع رونالد كومان في الدقيقة 112 من مخالفة حرة مباشرة تحت قيادة
الراحل يوهان كرويف .
من 1993 إلى 2003 يوفي المنحوس و عودة ريال للواجهة من جديد
مرسيليا |
إتخذت البطولة شكلا جديدا بداية من موسم 1992/1993 بإدراج دوري المجموعات و تم تغيير إسم الكأس إلى دوري أبطال أوروبا .
شهدت النسخة الأولى تتويج أولمبيك مرسيليا الفرنسي بتاريخ 26 مايو
1993 بعد أن فاز في النهائي على أي سي ميلان 1-0 ، و هي البطولة التي لا تزال تثير الكثير من الجدل و إلى اليوم تطالب جماهير النادي اللومباردي بإرجاع اللقب لهم بعد تورط مرسيليا في فضيحة منشطات ضد فالنسيان و تم إسقاطه إلى دوري الدرجة الثانية في فرنسا عام 1994 .
الروسونيري عادوا لنيل ذات الأذنين ، و لكن هذه المرة ضد برشلونة في نهائي 1994
الذي شهد أكبر نتيجة عريضة في مباراة نهائية للمسابقة 4-0 .
و بمجموعة جديدة من الشبان اليافعين فاز أياكس أمستردام بلقبه الرابع
و الأخير إلى اليوم ضد ميلان الذين لعبوا ثالث نهائي لهم على التوالي .
يوفينتوس أيضا كان موسم 1995/1996 على موعد مع آخر ألقابه إلى اليوم
كذلك حيث فشلوا في الحفاظ على لقبهم في الموسم الموالي و خسروا ضد بوروسيا
دورتموند الألماني 3-1 .
إنتظر ريال مدريد الفائز ب 6 ألقاب سابقة 32 سنة ليعانق لقبه
السابع موسم 1997/1998 إثر الإنتصار على اليوفي صاحب الحظ السيئ 1-0 ، و للأمانة فإن البانكونيري
كان فريقا قويا جدا مع النجم أليساندرو ديل بييرو و يستحقون الإشادة ، لكن للحظ رأي آخر .
نهائي 1998/1999 هو أحد أشهر النهائيات في تاريخ البطولة ، مانشستر
يونايتد يعود من بعيد و يقلب تأخره بهدف إلى فوز بهدفين في الدقيقتين 91 و 93 أمام
العملاق البافاري بايرن ميونيخ .
هناك من يعتبر هذه العودة صدفة و هناك من يراها قوة شخصية ، و لكن
الشياطين الحمر إستحقوا الفوز مما لا شك فيه .
الميرينجي عاد فعلا و فاز بلقبين آخرين ، الثامنة و التاسعة موسمي
1999/2000 و 2001/2002 تخللهما موسم 2000/2001 الذي عرف تتويج بايرن ميونيخ .
قال أي سي ميلان كلمته في النهائي سنة 2003 و فاز على مواطنه يوفينتوس بضربات الترجيح ، لتتواصل اللعنة على البيانكونيري و يخرجون خاليي الوفاض من جديد .
ريال مدريد |
من عام 2004 إلى 2011 : نهاية حقبة ميلان و مانشستر يونايتد و بزوخ نجم برشلونة
أثناء هذه الفترة تطورت كرة القدم كثيرا و بدأت يبرز جيل جديد من اللاعبين الكبار ، في سنة 2004 وصل فريقا بورتو و موناكو للمبارة النهائية في مفاجأة مدوية ، و إستطاع الفريق البرتغالي الفوز 3-0 و قدم للعالم السبيشل وان جوزيه مورينهو .
معجزة إسطنبول هي واحدة من أقوى نهائيات دوري أبطال أوروبا هذا إن لم
تكن الأقوى ، ليفربول ينهي الشوط الأول خاسرا 3-0 أمام ميلان المدجج بالنجوم و
يعودن في الشوط الثاني ، و يعادلون النتيجة 3-3 ، ثم يتفوقون بركلات الجزاء الترجيحية
3/2 .
ميلان |
في موسم 2005/2006 بدأ برشلونة بالتكشير عن أنيابه أوروبيا ، فبقيادة اللاعب الهولندي السابق فرانك ريكارد إستطاع البلاوغرانا الفوز على أرسنال الإنجليزي 2-1 .
الموسم التالي شهد تتويج ميلان باللقب السابع و الأخير إلى اليوم ، لتنتهي قصة النادي اللومباردي مع
الأميرة الأوروبية يوم 23 مايو 2007 بعد ان ثأروا من ليفربول و فازوا عليه 2-1
بثنائية رائعة لفيليبو إنزاجي .
مانشستر يونايتد |
2007/2008 جمع النهائي مانشستر يونايتد و تشيلسي في لقاء إنجليزي خالص ، إبتسم الحظ مجددا لأبناء السير أليكس فيرغيسون و فازوا بركلات الجزاء 6-5 بعد نهاية اللقاء في
وقتيه الأصلي و الإضافي 1-1 ،
و عاد الفريق ليلعب ثاني مبارة نهائية على التوالي ضد
برشلونة ، لكنهم لم يتمكموا من مجاراة نسق البرسا القوي و يخسروا 2-0 .
برشلونة |
جوزيه مورينهو بطريقة دفاعية بحتة في 2009/2010 تمكن من جلب لقبه
الشخصي الثاني و الثالث لإنتر ميلان الإيطالي بعد 45 سنة من الغياب ، و كانت مفاجأة
تلك النسخة أن فريق الأفاعي إستطاعوا إقصاء برشلونة الذي لا يقهر من نصف النهائي ، لكن زملاء ميسي لم
يستسلموا و سرعان ما عادوا للفوز بالبطولة في 2010/2011 ضد مانشستر يونايتد مرة
أخرى 3-1 .
من عام 2012 إلى 2022 : نهضة تشيلسي قوة بايرن و هيمنة ريال مدريد
دوري أبطال أوروبا طوال هذه السنوات الأخيرة عرف سيطرة إسبانية كبيرة
خاصة لريال مدريد الذي وصل ل14 عشر لقبا إلى حد الآن فحقق العاشرة موسم 2013/2014
و ترك النسخة الموالية لبرشلونة ثم يعود للظفر بثلاث نسخ متتالية سنوات
2016-2017-2018 بقيادة زيدان و رونالدو ، ثم أتبعهم بالرابعة عشر موسم 2021/2022 بسيناريوهات عجيبة .
كان أداء بايرن ميونيخ قويا خلال هذه الفترة أيضا ، لقد فازوا بدوري الأبطال الخامس و السادس لهم موسمي 2012/2013 و 2019/2020 ، النسخة الأخيرة كانت مرعبة حيث فاز العملاق البافاري بكل مبارياته في طريقه نحو معانقة اللقب .
كرة القدم الإنجليزية عرفت نجاحات كذلك أثناء العقد المنصرم ، فرسم تشيلسي لنفسه مكانا بين كبار القارة العجوز ، و حصد اللقب في مناسبتين ( 2012 و 2021 ) ، أما ليفربول فقد رسم نجمته السادسة على قميصه بعد فوزه في نهائي 2018/2019 على مواطنه توتنهام هوتيسبير 2-0 .
تشيلسي |
بايرن ميونغ |
ريال مدريد |
ليفربول |